الرد على اشكاليات ملحد في إرسال الأنبياء وفطرة المرأة والقرين والمشيئة الإلهية

 

الرد على الملحدة

 

الدكتور علي أحمد باقر

 

المقدمة:

      الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآل محمد، اما بعد، في معرض الحديث والردود على من تشابهت عليه الوقائع والآيات والأفكار اود الدخول مباشرة بالرد حيث ان الله سبحانه وتعالى لم يجعل شيء من الدنيا الا واخبرنا عنها سواء من خلال كتاب المبارك القرآن الكريم او من خلال عدل الكتاب وهم العترة الطاهرة الشريفة .

وبما ان صاحب الاشكال اتخذ القران الكريم وحدة للموضوع رأيت ان اجعله وحدة للموضوع في الرد عليها

 

وستكون الإجابة من خلال الرد على إشكاليات:

 

 

  • إرسال أنبياء
  • فطرة المرأة
  • القرين
  • المشيئة الإلهية
  • خاتمة

 

     

أولًا: إرسال أنبياء مدججين بالمعجزات والخوارق:

 

      علينا أولا ان نفرق بين المعجزة والكرامة والسحر قبل الدخول بالبحث،

 

السحر هو تسليط قوى خارجية على شيء معين كما هو الحال بسحرة فرعون او السحر الذي يفرق بين الزوجة والزوجة او .... الخ واشير الى قوله تعالى في سورة الجن:  وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)[1]

ولا يمكن للسحر خرق القوانين الطبيعية

 

واما الكرامة وهي لعامة الخلق الله سبحانه وتعالى يعطي كرامات الى عبيده منهم الصالحون ومنهم دون ذلك كما هو الحال في كافة أمور الحياة كدعاء الصالحين او شرب ماء مقروء عليه القران الكريم

 

واما المعجزة وهو امر خارق للطبيعة ويكون سلطانها من الله سبحانه وتعالى وهي تتحدى السحر الذي لا يقوى على خرق الطبيعة من إعادة الحياة الى أحد او انشقاق القمر او ......

 

وهنا بمعرض الرد على السؤال لماذا بعث الله سبحانه وتعالى الرسل بالمعجزات؟

 

الرد:

الله سبحانه وتعالى خلق الخلائق وجعل غاية الخلق او سبب الخلق ليس كما هو مشهور من العبودية في معرض تفسيرهم لقوة الله تعالى في سورة الذاريات: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)[2]

ذلك حيث ان الآية ما هي الا نتيجة معرفة الله واما الهدف هو معرفة الله كما جاء عند كثير من المتقدمين (السبزاوي في شرح أسماء الله الحسنى، الآمدي في الاحكام وغيرهم عن حديث ( كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف ) ، هنا ندرك ان الهدف من الخلق هو معرفة الله سبحانه وتعالى وعليه خلق الزمن الذي يعتبر نواة الدنيا التي نحياه وجعل كل المخلوقات بما فيها الملائكة والجن وعالم البرزخ او الأموات خاضع لهذه القوانين مع اختلافات بسيطة .

ومن عرف الله كانت النتيجة تلقائيا عبودية الله سبحانه وتعالى كما جاء في سورة الذاريات 56، او كما جاء عن أمير المؤمنين سلام الله عليه قوله: «إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنّتك، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك)[3]

 

وعليه ؛ فان الله سبحانه وتعالى عندما خلق الخلق جعل الابتلاء نصيبهم وذلك للبحث عن معرفة الله ، والله سبحانه وتعالى ارسل الرسل لإيصال الخلق الى معرفة الله سبحانه وتعالى وفطر الناس على هذه الخلقة، اما الشيطان اتخذ من الله عهدا ، وهو ان يمهله الى وقت معلوم مقابل ما أداه من عبادة.

 

الشيطان:

واسمه الحقيقي الحارث وتم تسميته ابليس لأنه يقوم على تلبيس الأمور على الخلق حتى تختلط الأمور عليهم واشير الى قوله تعالى في سورة آل عمران (  هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)[4] ؛ وعليه يحاول المدعو حارث والذي وصف بالشيطان او ابليس

 

واسم الشيطان باللغة من الجذر شطن أي تمرّد؛ و بعد عن الحق واصلها عبري وتعني مُقاوم، وفي القرآن الكريم تفيد أي عمل من الافساد واشير الى قوله تعالى في سورة النساء : ( ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا (38)[5]

 

ولما كان الشيطان من الجن الا انه اتخذ من العبودية المقنعة ستار حتى ارتقى به الحال ووصل الى مصاف الملائكة الا انه من الجن وقاد جيش من الملائكة على مفسدي الجن وانتصر عليهم!

وبالإشارة الى قوله تعالى في سورة الكهف : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)[6] ، نلحظ ان ابليس رفض الامر مع كونه من الجن وليس من الملائكة لكن عند جسارته على الذات العلية من خلال القياس والتدخل فيما لا يعني سقط السقوط المدوي من خلال سقوط قناعة الملون بالرياء عند الاختبار الحقيقي وظهرت سوء نواياه وافكاره ، ولما كان التمرد على الرب سبحانه وتعالى من خلال العيان للأمر المولوي على اعتبار اذا قبلنا بان الامر له او من خلال التمرد على تذكيره آدم فذلك استحق اللعن الابدي الا انه قايض الرب في المحاكمة الإلهية من خلال السماح له بالحياة الدنيوية حتى يوم القيامة ، ولم يكن هو من المؤمنين بيوم القيامة وعليه منح الله سبحانه وتعالى الحياة الدنيوية قابل عبادته ولكن ليس الى يوم القيامة وانما الى اليوم الموعود وليس يوم القيامة واليوم الموعود هنا كما تروي الروايات المستفيضة يوم خروج الامام المهدي عليه السلام ويقتله وعندها لن تكون هناك قوى مؤثر على الانسان سوى كما أشار الامام عليه السلام ( كيف الخلاص والنفس والهوى والشيطان ثالثهم ) أي سيبقى على الانسان تأثير الهوى والنفس واشير الى قوله تعالى في سورة يوسف :۞ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)[7]

وابليس هنا لم يكن يأخذ من القوى الربانية في شيء وانما ابيس نفسه لا يمتلك قوى نهائيا سوى الوسوسة وأشير الى قوله تعالى في سورة إبراهيم : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)[8] ؛ نلحظ هنا ان ابليس ليس له قوى سوى الوسوسة فقط .

وابليس بغبائه كما تسموه الجن (سفيههم) : وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)[9] ، كان مقايضه الى الله عز وجل ان يسمح له بالحياة الدنيوية وأيضا اعقب ذلك بالتعهد بالوسوسة لكل خلق الله واشير الى قوله تعالى في السورة النساء : وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119)[10]

واشير الى جبن ابليس وعدم تمتعه باي صلاحية وانما فقط الحياة مقابل ما كان يؤدي من اعمال صالحة واشير الى قوله تعالى في سورة الانفال: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)[11]

وعلى ما تقدم أعلاه فان الشيطان ليست له امتيازات، بل هو سفيه وليست له قوى سوى الوسوسة وان غاية قوته عدم إمكانية البشر مشاهدته فقط

 

والرد على إشكالية ارسال الرسل نلحظ ان الارسال للرسل فقط لإعادة انارة الطريق للهداية في مقابل الشيطان الذي لا يقوى الا على الوسوسة

 

فجعل الله التوبة من الخطايا سبيل الرضا لله وان الله لا يمل من توبة العباد حتى هم يملون.

 

ثانياً: فطرة المرأة

 

واما إشكالية تفضيل الرجال على النساء فليس هناك تفضيل مباشر وانما إعادة توزيع للمهام واشير الى أن الله اخذ من اديم الأرض من خلال امره وليس من خلال ابليس او الملائكة او غير ذلك، ولم يكن الاخذ من الجهات الاربع وانما من سائر انواع طينة الأرض.

 وخلق من الطين آدم وصوره فاحسن صورته وخلق حواء من زائد طينة آدم، وليس كما يشاع كذباً انها من ضلع اعوج كما يدعي  المنحرفون ؛ والدليل من خلال قوله تعالى في سورة النساء : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)[12]

 

وهنا خلق منها أي النفس الواحد وأيضا من زائد طينة آدم كما تشير رواية آل البيت عليهم السلام

وفضل الله المؤمنين والمؤمنات بالإشارة الى قوله تعالى في سورة النساء 32 : ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)[13] ، وأيضا في سورة التوبة 71 : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)[14] ، هنا نلحظ ان المؤمنين الرجال وكذا المؤمنات النساء بعضهم أولياء بعض .

اما إشكالية السائلة ليس بسبب الإسلام وانما بسبب بعض مدارس الإسلامية

 

وفيما يتعلق بالزواج بين الزوجين فأشير الى مثلث غاية بالأهمية في اختيار شريك الحياة:

 

لاختيار شريك الحياة المستقبلية ثلاث أبعاد هي:

أ‌. البعد الجسماني: وهي ما يراه الخاطان مناسبكم لكلى الأخر

ب‌. البعد الاجتماعي: وهي أن تكون من نفس طبقته الاجتماعية والمادية

ت‌. البعد النفسي: وهنا يحدها الأخلاق ومدى انسجام الخاطبين

 

واذكر بان الحياة الزوجة حي حياة تعاونية مشتركة

كما يشير رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ، وأيضا : خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي .

وأيضا الاعمال المنزلية تكن بالمشاكلة حيث انه من ساعد في تنظيف بيته او شارك فهل بكل شعر حسن

والحديث يطول في مجال التعاون في الحياة الزوجية.

 

وأيضا اشير الى تساوي بين الرجل والمرأة بالإسلام في بعض الاشياء كما هو مختلف عن باقي الديانات من حيث ان النساء والرجال مباح لهم الاكل من الذبيحة الشرعية وليس مقتصر على الرجال دون النساء واشير الى سورة المائدة.

وعليه يكن الرجل والمرأة مكلا كل واحد منهما الاخرة وليس مفضل أحدهم على الاخر

كما ان المرأة تربي العيال كذا الزوج يصرف على العيال

 

والرد على الاضحية من خلال ان الله سبحانه وتعالى يحب ان يختار اشيء السليمة وهو من باب ان الانسان يحب ان يعامل بأفضل شيء وعليه يقدم الأفضل شيء واشير الى الله لا يأخذ شيء من الذبيحة وهنا اشير الى ان الانسان يجب ان يقدم الأفضل في كل شيء ويؤثر الأخير ومنها في قوله تعالى في سورة الحج: لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)[15]

 

 

وفي معرض الرد على فرضية زواج المسلم من غير المسلمة وعدم جواز زواج الغير مسلم من المسلكة كما جاء في قوله تعالى في سورة البقرة :  وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)[16]

 

نلحظ الإجابة من صميم الآية حيث ان غير المسلم او الغير مسلمة يدعون الى النار والضلال وعليه حرم هذا من باب التحريم القطعي لغير اهل الكتاب اما في اهل الكتاب فالمولى عز وجل أجاز للرجل الزواج من الكتابية وذلك لان الزوجة تلحق الزوج من حيث الاحكام الشرعية في قانون الأحوال الشريعة الإسلامي من حضانة ورضاعة ومسكن ...الخ ، بخلاف الديانات الأخرى بها ما بها وعليها ما عليها من اعوجاج سلوكي وانحرافات تحريفية مما دفعه العديد منهم الى اللجوء الى القانون المدني الاعتباطي او كما يسمى العرفي المتوافق عليه بالأغلبية من اهل المنطقة او الولاية.

والقانون الإسلامي عندما اعتمد فقط تزويج الرجل من الكتابية ولم يسمح بزواج السملة من الكتاب لها الشأن وهو الحفاظ على قوام الاسرة خاصة وان الاسرة هي قوام المجتمع.

 

مع تأملنا في أحوال المجتمعات الغربية المتدينة ودون ذلك لوجدنا ان الاسرة قوامها معلق بحلب ضيف سرعان ما ينقط وتنفرط حباته

بغير الشريعة الإسلامية التي تنظم بشكل موزون العلاقة بين افراد المجتمع.

وهنا سؤال ماذا لو ارتضى الزوجان (الزوج الكتاب والزوجة المسلمة ) على سبيل المثال لا الفرض الشريعة الإسلامية تحكم بينهم لكان هناك خلل كبير من كون ان الله سبحانه وتعالى كرمه التسليم له وليس التثليث وهنا في التقاضي بين قوامة الزوج تستعي بالضرورة الاشراك بالله سبحانه وتعالى كون ان الزوج هو القائم على البيت من خلال الحماية العمل  او كما يسمى بالمصطلحات الجديدة وزارة الخارجية والاقتصاد واما الزوجة فلها الداخلية والتموين والتربية .وعليه يجب ان يكون الزوج مسلم .

 

وبالرد على مسالة ان المرأة المسلمة فقط تكريس جسم وكيانها واستهلاكها للرجل المسلم فقط هذا غير صحيح كون ان الزواج لا يعتد بالدرجة على الأولى على هذه الفرض كون ان الزواج يقوم على ثلاث ركائز كما جاء في سورة الروم :  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)[17]

 نلحظ انها تتحدث عن مثل الزواج الناجح وهو:

1.      السكينة: وهي ان يكون الزواج سكن للأخر من خلال افراغ شحنات الهموم اليومية او يكون الزوجين الملاذ الآمن للأخر

2.      المودة: وهي اظهار المحبة فعلا وقولا

3.      الرحمة: وهي ان تكون صلة الرحم والغفران بين الزوجين عنوان حياتهما الزوجية

 

وكذا اود لفت العيانة الى سورة المؤمنين: الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)[18]

 

حيث لو كان المران فقط جسد للرجل لما حرم الله الزواج من ذوات الاعلام كما هي الإشارة في الآية أعلاه

 

ثالثًا: إشكالية القرين

 

واشكالية القرين بسيط أيضا ،  حيث القرين لم يكن من الجن او ما شابه وانما القرين هو الصديق الصدوق او الزوجة ويقال عقد قران او قرينة فلان وهنا اشير الى قوله تعالى في سورة الزخرف: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)[19]

 

وأيضا الى قوله تعالى في سورة ق: ۞ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29)[20]، وعليه فرض إشكالية السائل غير فاعله .

 

والقرين أيضا لا يتساوى الا اذا كان من نفس الجنس القرين أي انسان وقرينة انسان ولا يقبل ان يكون قرناء من غير الجنس بالإشارة الى قوله تعالى في سورة فصلت حيث جعل القران من جنس واحد:

وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِىٓ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَٰسِرِينَ ﴿٢٥﴾[21]

 

ومن الأمور العدلية في الدين الإسلامي هي ان لا يكون الانسان مسير بحيث يوضع تحت تأثير قرين من الجن وانما ربما يقوم الانسان من خلال حماقته ان يسلّم عقله الى غير من قرناءه الان ويتبعهم في طغيانهم كما هو الحال في اتباع فرعون لهامان، او كما يتخاصم اهل النار في يوم الحشر واشير الى قوله تعالى في سورة البقرة :

إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)[22]

 

وعليه فان الله لم يجعل هناك أي قوى مأثرة على الانسان سوى احتياجاته الدنيوية امات احتياجات الروح والقناعات فكلها من اختيار الانسان، واشير إشارة بسيطة مباشرة ان قوة الشيطان تكمنت في عدم رؤيته وأيضا هذا بالنسبة للبشر فقط وأيضا وسوسة الشيطان هي هو يمتلك قوى الدعوة الو الوسوسة كما سياتي الرد من خلال نقطة ابليس .

 

واحبذ أيضا الإشارة الى الزوجين حيث احدهم يؤثر على الاخر كما سبق الحديث في نقطة فطرة المرأة.

 

 

 

رابعًا: إشكالية المشيئة الإلهية

 

واما الرد على إشكالية المشيئة الإلهية هي ان هناك ما يسمى اللوح المحفوظ وهناك ما يسمى لوح المحو والاثبات وهناك فرق بينهما فالملائكة عندما تحدثت على ان الانسان يفسد او يهلك الحرث ...الخ ، انما اطلاعهم على لوح المحو والاثبات ، واشير الى قوله تعالى في سورة الرعد : يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)[23] ، وليس هناك بشر قبل آدم او تناسخ والعياذ بالله والا كان الامر اشبه بالعبثية وحاشا لله من ذلك ، وانما كل ما في الامر ان الانسان وسائر المخلوقات الدنيوية تخضع لقانون الزمن وعليه دائم تجد الأفكار لا تخرج عن تأثيرات الزمن -- لدي بحث في كتاب الحقيقة في علم العقيدة اجيب به على هذه الإشكالية – اليك عزيزي القارئ ملخص : ولما كان الزمن مخلوق فإنه لا يؤثر على الخالق بصلة ولتبيان ذلك إليك هذا المثل:

 

إذا افترضنا أن هناك نهر جاري بقوة كبيرة وهناك شخص يقف خارج النهر الجاري وألقى بخشب إلى ذلك النهر فماذا تشاهد؟

 

نحن نشاهد الخشب يتحرك ويجري مع النهر.

 

اذن وما حصل على الرجل خارج النهر

 

الاجابة لا شيء فهو خارج مجرى النهر لهذا لا يؤثر عليه النهر.

 

مع المثال أعلاه نصل إلى الإجابة البسيطة هي مراعات المناقشة بالمثال حيث أن النهر هو الزمن الذي خلقة الله سبحانة وتعالى وجعل جميع المخلوقات تجري مع الزمن منذ بداية الخلق وحتى يوم النفخة الثانية بالصور وهناك ينتهي الزمن ويموت.

 

إذا الله سبحانة وتعالى ليس له عمر فهو خارج عن الزمن وايضا هناك سبب آخر وأن المخلوق لا يؤثر بالخالق إذا الله سبحانة وتعالى ليس له عمر ولا يمكن أن يكون له عمر لعدم قدرة المخلوق التأثير بالخالق.

 

بذلك نكون قد أجبنا عن سؤال عمر الله سبحانة وتعالى.

 

وأما عن السؤال الرئيسي وهو ما كان يفعل الله سبحانة وتعالى قبل خلق الخلائق؟

 

 

 

 

 

فالإجابة به ستكون كالآتي:

 

ولنفرض أن هناك بيضه في يدنا ولنفرض أي مثال للشرح.

 

وان البيضة لها قوانينها الفيزيائية – الطبيعية - الخاصة حيث أنها تفسد بعد مده معينة ولنقل 10 أيام ؛ اذن ما داخل البيضة خضع لقانون البيضة العام وهم فساد ما بداخلها خلال 10 أيام ، ولما كنا نحن خارج البيضة فلا نخضع لقوانينها الطبيعية – الفيزيائية .

اذن الزمن لا يؤثر بالله عز وجل فهو خارج عن قانون الزمن وهذا يدفعنا بالضرورة القول إن سؤال ما كان يفعل الله قبل – تذكر اننا استخدمنا كلمة قبل ( وهي ظرف زمان ) خلق الخلائق؟

 

بالعودة إلى السؤال فإن كلمة قبل هي ظرف زمان والزمان مخلوق والله خارج الزمن مع مراعاة أن المخلوق لا يؤثر بالخالق اذن هذا السؤال ايضا من الاسئلة التي تسمى بعلم المنطق بالأسئلة الخاطئة.

 

وهنا سؤال يتواجد امامنا وهو اذن اين الله سبحانة وتعالى؟

 

وللدخول في هذا السؤال يتعين علينا أولا السؤال عن تعريف الله عز وجل، والتعريف هنا نأخذه من سورة الاخلاص حيث يصف الله نفسه: "قل هو الله أحد" اي أنه واحد ولا ثاني له كيف يكن له ثاني والذي قال في سورة الأنبياء آية رقم 22

 

"لوكان فيهما آله إلا الله لفسدتا فسبحانه الله رب العرش عما يصفون".

 

 اذن مع شرح الآية الكريمة بطريقة مبسطة نجد أن الله عز وجل يقصد الاثنين السماء والأرض والآية المباركة تحدد أنه يجب أن يكون إلاه واحد فقط لا غير وذلك لأن لو كان فيهما أكثر من إله لكان هناك صراع إلى ذو الملك أو صاحب القوى العظمى ليكون هو الأفضل وقد وصف الله عز وجل ذلك في القرآن حيث قال.

 

اذن هنا سوف نطرح سؤال مهم ذو صلة بموضوع التعدد هذا: لماذا يجب أن يكون واحد؟ وهل لله ولد أم بمعنى مباشر هل عيسى ابن مريم هو ابن الله كما يزعم البعض النصارى؟

 

الجواب مباشر مبسط ؛ أولا عقلاّ فإنه لا يمكن للخالق أن يكون محتاج لشيء مما يحتاج إليه المخلوق من مأكل أو مشرب وأو جسد أو أولاد والدليل على ذلك لو كان يحتاج إلى ذلك إذن هو بدون ذاك الشيء يعتبر عاجز وهذا يسحب صفة الالوهية عنه إذ أنه لابد أن يكون كاملاّ غير مجسم أو محتاج لشيء أبداّ وأما نقلاّ فنجد أن سورة الاخلاص أوردت ذلك في آياتها حيث يوضح الله عزوجل "الله الصمد" أي الأزلية أي لا يكون له عمر ولا يكون للزمن أثر عليه ويوضح الله في الآية "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواّ أحداّ" أي أن الله لم يكن محتاج لرحم حتى يولد وهو فعلا لم يولد وكما سبق وقلنا لو احتاج لرحم كان عاجز والآية توضح أنه لم يولد أي لم يحتاج إلى أولاد بنين ذلك وذلك يقلل من جلالة حيث أن الانسان يحتاج إلى من يعقب ويرثه كما وضح سيدنا زكريا "فهبلي من لدنك ولياّ يرثني ويرث من آل يعقوب" فالله عز وجل لا يحتاج إلى أحد فهو صاحب العلياء والقدرة الغير المتناهة فلماذا يكون محتاج إلى أحد وتختم الآية بقول "ولم يكن له كفواّ أحد" أي لم يكن أحد مثيل لله، وهنا لغز كنا نذكره في هذا الشأن حيث: ماذا ذاك الشيء الذي عندنا متواجد وعند الملوك يرحبون به والرسول رآهم في الإسراء والمعراج والله لم يرى أو يسمع به…

 

والمشيئة الالية أستطيع الإجابة عليها مباشرة من خلال حديث

قال جعفر بن محمد الصادق: (لا جبر ولا تفويض، ولكن أمر بين أمرين، فقيل ما أمر بين أمرين؟ قال: مثل ذلك رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينتهِ، فتركته، ففعل تلك المعصية، فليس حيث لم يقبل منك فَتَرَكْته كنت أنت الّذي أمرته بالمعصية.

 

وأيضا ان الله سبحانه وتعالى اعطى الانسان حرية اختيار الطريق واشير الى قوله تعالى في سورة الانسان: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)[24]

 

وأيضا الى قوه تعالى في سورة البلد: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)[25]

 

فمشيئة الله تقتضي دخول الانسان في التجربة الدنيوية والتي يعقبها الحساب كما هو العدل الإلهي ولا اخفيكم الإشارة الى مسألة البداء: البداء وهي تلك التهمة التي لصقت بمذهب الجعفري من ذاك الزمان و البداء بزعمهم هو ان الله يرى  شيئا ثم جاءه العلم وهذا غير صحيح

 

لان الله عالم بما يكون قبل ان يكون

 

الرد

 

قال تعالى في سورة النمل: أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (64)[26]

 

لقد القوا التهم من غير برهان ولا حجه ولا بيان فقد القوا تعالميهم بشكل يبث الفتنة ويثبت ويزرع الفساد وقد جعلوا سلسلة من علمائهم او كما يطلق عليهم وعاظ السلاطين يقومون على نشر هذه التهمة فنرى اتباع بني معاوية يتهمون مذهب أهل البيت على مدى الف واربعمائة عام ولا يوجد لديهم دليل واحد  وجميع هذه التهم باطلة ولم ينزل بها من سلطان وتنطبق عليها أيه في القرآن الكريم (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)  والاعتقاد العام عند اهل البيت بشكل عام وهو ( الله عالم بكل شيء ) بقبل ان يكون وذكر بالقرآن الكريم  (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

 

والشيعة لا تأمن بالبداء كما هو يزعمون وانما لبدأ للبشر فقط، لكن المراد من مثل هذه التهم هو إشاعة الظعينة  والبغضاء بين المؤمنين وذلك حتى  ينتصر اعداء الدين 

 

 

المشيئة :

واما إشكالية مصادرة الله للفطرة واستبدالها بالمشيئة ؛ فالرد عليه هذه الإشكالية يكمن في ان الفطرة هي معرفة الله سبحانه وتعالى اما المشيئة فهي محصلات الاعمال وعلى سبيل المثال لا الحصر

الفطرة ان الجمر يحرق اليد اذا ما لامستها فالمشيئة تكون اثار الحرق اذا ما تمت الملامس باليد

والمثال أعلاه ان فطرة الله سبحانه وتعالى هي المعرفة في بديهيات الامور كما يذهب اليه غالبة علماء النفس ، اما المشيئة الإلهية في محصل او نتيجة تلك الأفعال والتي بالضرورة تكون من جنس العمل وكما سبق واشرنا الى الانسان مسيّر في احتياجه للأكل والشراب والمسكن والهواء ومخيّر في اختيار ما يعتقد ولان الاعتقاد اهل شيء في الحياة لان الحياة هذه ليست عبثية وعليه فانه بالضرورة هناك نتائج لما نقوم به في هذه الحياة الدنيا كما ذهب الى ذلك منذ قديم الاجل الفراعة والرومان وغيرهم حتى جاءت الديانات السماوية مؤدية والا فالعبث مصير الحياة وهذا غير صحيح لان الله سبحانه وتعالى خلقنا لنختبر هذه رحلة البحث العلمية في كافة المجالات ومنها العقيدة والأخلاق والمعاملات وما الى ذلك من فروع العلوم الإنسانية الأخرى وعند الوفاة تكن النتيجة لأفعالنا والنتيجة تكن من اثار العباد في الدنيا وعلى المستوى الشخصي الجزاء والعقاب في نهاية الزمن وانقضاء الحياة الدنيوية والدخول بالخلود .

 

 

واعلاه ما هي الا إجابات سريعة جدا لإشكالية صاحبة المقال

 

 

ملاحظة أخير على صاحبة الاشكال وهي انها تتدعي بان هناك تعارض بيّن في القرآن الكريم من خلال الايات من سورة نوح

 

أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)[27]

 

حيث تدعي كيف يكون القمر منيرا لكل السماوات وهي لم تشاهد كل السماوات

 

والرد عليها هو ان الله سبحانه وتعالى يشير الى ان القمر وهو جرم سماوي ينير ولا يضيء كون ان يعكس ضور الشمس ، ولما كان منير اذن هو منير للسماء الدنيا والأرض فقط وقوله تعالى :  وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ؛ أي في السماء الدنيا والأرض ولان السماء مؤنث والأرض مؤنثة كان استخدام نون النسوة في الاية وذلك لان السماوات الأخرى ليس فين اجرام سماوية كما يشير المولى عز وجل في سورة الملك : وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)[28] ، أي ان كل الافلاك والاجرام السماوية فقط في السماء الأولى فقط ( سماء الدنيا )

 

 

الخاتمة:

لكل سؤال جواب عند مدرسة آل البيت عليهم ا لسلام من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية التي أساسها عرض أي حديث على القرآن الكريم فان اتفق معه اخذنا به والا ترك

 

 

 

 

 



[1] سورة الجن 6

[2] سورة الذاريات 56

[3] منازل الآخرة: 31.

[4] سورة آل عمران 7

[5] سورة النساء 38

[6] سورة الكهف 50

[7] سورة يوسف 53

[8] سورة إبراهيم 22

[9] سورة الجن 4

[10] سورة النساء 119

[11] سورة الانفال 48

[12] سورة النساء 1

[13] سورة النساء 32

[14] سورة التوبة 71

[15] سورة الحج 37

[16] سورة البقرة 221

[17] سورة الروم 21

[18] سورة المؤمنين 3

[19] الزخرف 67

[20] سورة ق 27-29

[21] سورة فصلت 25

[22] سورة البقرة 166-167

[23] سورة الرعد 39

[24] سورة الانسان 3

[25] سورة البلد 10

[26] سورة النمل 64

[27] سورة نوح 15-16

[28] سورة الملك 5