في رحاب عشق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم




في رحاب عشق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

كتبت أماني الفضلي عن محاضرة الشيخ الدكتور علي أحمد باقر

قال تعالى في محكم كتابة الكريم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً) صدق الله العلي العظيم

قال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وقد روي عن صفة اخلاق الرسول الكريك ( كان خلقة القرآن )

مسائل فقهية :

كيف تقبيل  اضرحة وقبور اهل البيت عليهم السلام ؟؟

وبالتقبيل ليس من الجهل وانما عشق محمدي وما يرتبط بحب آل البيت (ع )

هل تقبيل الاضرحة والقبور للأنبياء والاولياء والصالحين شرك وكفر؟؟؟

الرسول عليه افضل الصلاة والسلام يقول [ لن تنال شفاعتي حتى اكون احب اليكم من انفسكم وآل بيتي احب إليكم من آل بيتكم ]

الله سبحانه وتعالى يوضح لنا بتكويننا إلينا سفينة نركب به فهنا لابدا ان يكون آلفه محبة بين اصحاب هذه السفينة ( وابى الله ان يسير الأمور إلا بأسباب ) ونحن نلتزم بعقيدة بان الله سبحانه وتعالى هو من خلال لجوء إلية من خلال محبتنا  إلى آل البيت ، وقد وصف الله سبحانه وتعالى الرسول الكريم في القرآن الكريم انه الرحمة وبقوله الكريم (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) ( وإلى سليمان الريح ) الله سبحانه وتعالى يصف الرسول الكريم ( وما انزلناك إلا رحمة للعالمين ) فالرسول الله هو رحمة علينا وهل الرسل الكرام  تتميز عن الرسول الكريم شيء ؟ بل هو جامع ما اتى من اشياء فهو احتوى كل هذا الشيء من علم ومعرفة وبها قد ميز الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) اذن امراً جلل فهو خاتم الانبياء والمرسلين وبقولة الكريم ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ولم يقل هذا الكتاب ولو قيل هذا لعلمنا بان القرآن الموجود بين ايدينا ، ولكن ذلك الكتاب فهو ذاك الشيء الذي يعدل القرآن الكريم وهم آل البيت عليهم السلام  ، والدليل الذي يثبت بانه يعادل القرآن ، وعن الرسول الكريم في روايات كثيرة بل لعلها ثابتة في جميع الطوائف الاسلامية وفي حديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام [ حسينا مني وانا من حسين ] وكذلك [ الاسلام محمدي الظهور ، حسيناً البقاء ]

توجد احاديث وروايات كثيرة تحدد عشق الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام  ، ومنها حبه إلى اهل بيتة وذلك عند  مجيء الحسن والحسين إلى رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم وهو يخطب على المنبر ، وتعثرهما ، وقطع رسول الله خطبته ونزوله إليهما ورفعهما إليه  ( وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) وحديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام  عصمة مطلقة من باب هذه الرواية ، وخروج الرسول ونزوله من منبرة .

 

لماذا الله سبحانه وتعالى خلقنا ؟ وسخر لنا الابحار والانهار والجبال ؟؟؟؟

-       يجبُ أن نعلم أن الله - تعالى - غنىٌ عن الخلق أجمعين، حتى لو كفروا وأعرضوا عن الطاعة والعبادة فالله غنىٌ عنهم وعن عبادتهم وطاعتهم، فهو - سبحانه - لا تَضرُهُ معصيَّة العاصين ولا تنفعُه طاعة الطائعين، فالله - جل وعلا - غنيٌ عن كل خلقه لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، بل لا يزيد ملكه توحيد الموحدين ولا حمد الحامدين ولا شكر الشاكرين، ولا ينقص ملكه كفر الكافرين ولا عصيان العاصين ولا إذناب المذنبين أبدًا. .قال الله - جل وعلا -: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ. إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ .وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)[فاطر: 15- 17].

هو القائل في الحديث القدسيّ الذي رواه مسلم من حديث أبي ذر وفيه: ((يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا)) إلي آخر الحديث.

-       خلقنا الله - تعالى - لعبادته.. لأن العبادة هي حق الله -تبارك وتعالى- على عباده، فهل تعرف ما معنى (حق الله -تبارك وتعالى- على عباده)؟.. إن الله -عز وجل- هو الرب، الخالق، الملك، الحق؛ الذي يستحق أن يُعبد، هذه هي صفاته يا إنسان.. هذه هي صفاتُ ربك.. صفات الجلال والكمال.. وهو -سبحانه وتعالى- يُحِبُ ويَكْرَه.. فهو -سبحانه وتعالى- يُحــب أن يُعـبــد وأن يُوحـد ويُمجـد، فهو -عز وجل- يُحب العبادات من عباده.. هذا هو ربنا -عز وجل-.. إنه يُحِب ويَكْرَه.. فهل علمت الآن ماذا يُحِبَ وماذا يكرَه ؟ وهل من المُستغرب أن تجِد ملكًا من ملوك الدنيا يُحب شيئًا أو يكره شيئًا.. بالطبع لا!

ولله -تعالى- المَثَلُ الأعلى...

فالله -تعالى- يُحب أن يكون له عبيد يعبدونه ويوحدونه ويمجدونه..

ويحب العبادات من عباده..

-       روى البخاري ومسلم من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال كنت رديف النبي -صلي الله عليه وسلم- يوما على حمار فقال النبي لمعاذ: ((يا معاذ قلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قال معاذ الله ورسوله أعلم فقال صلي الله عليه وسلم: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا قال معاذ قلت أفلا أبشر الناس يا رسول الله قال لا، لا تبشرهم فيتكلوا)).

فأخبر بها معاذ بن جبل عند موته تأثما أي خشية من وقوعه في إثم لكتمان العلم عن رسول الله وسلم.

فنحن نعبد الله -تبارك وتعالى- لأنه يستحق أن يعبد.. وطلبًا لجنته وخوفًا من ناره.

خلقنا الله - تعالى - لعبادته..

لأن هذا هو مقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العلا، فمن كمال ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته أن يُــعبد ويُوحد ويُمجد - سبحانه وتعالى -.

-       إن من أعظم وأرق صور الرحمة: أن أمر الله الخلق والعباد بعبادته!..

 ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدوني ) هذه النتيجة فما الهدف ؟؟

فاذا كان هذا الهدف فما النتيجة

الله سبحانه وتعالى خلق الخلائق وذكر في حديث الكساء ( ما خلقت سماء مبنية ولا ارضاً مدحية إلا لاجلكم ) بمعنى خلق السموات والارض وجميع مسخرات الكون من اجل الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وآل بيته 

-       مباهلة آدم مع الملائكة تحدد مدى ذكر ال البيت من قبل في القرآن الكريم (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)

( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) فللعلم بان القرآن عربياً مبين معنى عربي فإنه الفاظ القرآن الكريم لا تنشق عن اللغة العربية وهؤلاء : اسم اشارة لمجموعه عقلاء فالمراد من السؤال المشار إلية لمجموعه  يسألون عنهم فلم يستطيعوا الجواب ، لانهم لم يمتلكوا المعلومة فإن الذي يمتلك المعلومة هو آدم قال هم ( فاطمة ، محمد ، علي ، الحسن ، الحسين )

(فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)  فهم هؤلاء الخمسة وذكر بالقرآن الكريم اية تزيح كل حجر احوج وهي في سورة الاعراف مضمون الآية ( وفسح الله على ظهر آدم ) كل بني آدم وقد شهدنا على انفسنا بان الله خالق الخلائق من ابائنا اما الوجود الروحي فمنذ ان خلق الله الخلائق العشق الالهي ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدوني )  اذن فهو نتيجة

عن الامام الصادق عليه السلام، في الحديث المتواتر بالسلسة الذهبية وهو الحديث القدسي عن سبب الخلق [ كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق لعرف )  كنزا مخفي : هو مخفي عن جهلنا ، ومعرفة الله هي هدف الخلق والنتيجة [ الهي ما عبدك خوفا من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكن عبدك لأنك اهل العبودية ]

-       الهدف وهو طريق العبادة وحب الله لا يكون باللسان انما بفعل وطريق إلى الله سبحانه وتعالى من خلال رمز وان أحببتوا الرمز احببتوا الله سبحانه وتعالى لأنه هذا الرمز هو حبيب الله ومنها رحمة الله عليهم أهل البيت (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)

حب الرسول عليه افضل الصلاة والسلام

-       [ إنما بعثت لتمم مكارم الاخلاق ] وبها اتباع  سير حب نبينا محمد والعشق والمحبة يذكرنا بالحب الدائم ويربطنا بذكر دائم مع الله سبحانه وتعالى فنعصم انفسنا (وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) وبها قد يصف الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)  وليس الحياة والممات ، الممات الجسدي ( وما كان الله معذبهم وانت فيهم ) فهل نحن مبتلون ؟ وهل ستقع علينا مصائب ؟ في حالة العشق وهي ذكر حب النبي بالاستغفار  ومنهم اهل العلم والحكمة والمعرفة والعصمة ، والله سبحانه وتعالى قد رزقهم بهذه النعمة ويقول الامام عليه السلام ( علمني الرسول الله الف باب من العلم ، ويفتح لي من كل باب الف الف باب ) وهي من باب الكثرة والعدد الذي غير قابل للعد وهي من باب الزيادة واحاديث كثيرة تترائى امام الانسان بمعنى الكلام إن الرسول وآل بيتة ، وهم البركة وقد خلف لنا اهل البيت (ع) .

 

الخلاصة :

معجزات الانبياء والريح الموجودة بنا قد خففها آل البيت (ع) وهم طريق الجنة ( قل لا اسالكم عليه اجرا إلا المودة في القربى )

 بذكر  مجالس ذكر الحسين (ع) إنما هي في واقعها ذكر لله تعالى؛ فإنه إنما اكتسب الخلود، بتحقيقه أعلى صور العبودية لرب العالمين، وهي الفداء بالنفس، وأية نفس؟!.. وعليه فلابد من توقير تلك المجالس: بالدخول فيها بالتسمية والطهور، واستحضارها كجامعة من أعرق الجامعات الإسلامية الشعبية، والتي تضم في قاعاتها المتعددة -(من أكواخ البوادي إلى أفخم الأبنية)- مختلف الطبقات الاجتماعية.. وهذا أيضاً من أسباب التفوق العلمي في القاعدة الشعبية للموالين نسبة إلى غيرهم، وذلك لتعرضهم لهذا الإشعاع النوري منذ نعومة أظفارهم.