سوء الظن




سوء الظن

كتبت أماني الفضلي عن محاضرة الشيخ الدكتور علي أحمد باقر

قال تعالى في محكم كتابة الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) صدق الله العلي العظيم

وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  [ اياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ]

يعتبر سوء الظن من كبائر الذنوب وذلك أن من حكم البشر على غيرة بمجرد الظن فانة جملة شيطان وإن من اشياء الظن بالله وهو من اعظم واكبر مساوئ الاخلاق سوء الظن بالله سبحانه وتعالى بل هي من اقبح الرذائل التي يحملها الانسان في طيات نفسة وإن السبب الرئيسي لسوء الظن بالله عز وجل هو الجهل به وبعظمته وعدم الايمان به حقيقاً وسوء الظن بالله من اكبر المحرمات في الشريعة الاسلامية وبعد انحرافا عقائدياً للشخص الذي يمارسه بشكل فعلي وتطبيقي وقد ورد عن الامام علي عليه السلام في حكمة ( لا دين لمسيء الظن )

سوء الظن يودي بالكثير من العباد إلى طريق الهلاك ويؤدي إلى القنوط والخضوع من رحمة الله سبحانه وتعالى والانسان إذا وصل إلى تلك  المرحلة وهي  الظن قد يصل إلى مرحلة الشك في وجود الله ، فهنا قد خرج من دائرة التوحيد الالهي بخمس نقاط  للظن :

- الفكرة الهدامة وهي التي ادت في فكر الانسان وهي البذرة الهدامة لسوء الظن ثم يأتي بعد ذلك ويرفع الفكرة الهدامة

- الصحبة السيئة

- التجسس

- الغيبة

- عدم التقوى

وهنا مما لاشك فيه التسلسل في الاشكال ، وقال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ( رأس العبادة حسن الظن بالله ) يعتمد على الله سبحانه وتعالى في كل شيء .

 فيأتي إلينا فكر عن احدى الرسل اولى العزم ، وهذا الرسول كان ظنة ظناً حسنا فابتلاه الله بقوماً يعبدون الاصنام هم عابدون وإلى تاركون وكان قوماً يصغرون من شأن من يقوم ببث التوحيد ، فأرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح (ع
) ودعاهم إلى نبث عبادة الاوثان والدخول في عبادة الواحد القهار فرفضوا الدعوة إلى عبادة الله عز وجل . 

 

 دعوة سيدنا نوح عليه السلام وسوء الظن ......

رسالة سيدنا نوح وسوء ظن قومة وأهل بيتة ،  لقولة الكريم (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ) إذن من حسن الظن بالله والسوء الظن بالله وهي امراءه نوح قد اساءت ظن بالله ولم تعتقد بوجود الله هذه الحقيقة بان الله قادر على كل شيء فزرعت بإحدى ابنائها الافكار الهدامة وكان له سوء الظن فجاء الامر إلى سيدنا نوح عليه السلام ووهلك الامر وهو بناء السفينة والآن خاصية الموضوع هو حسن الظن كمثال وهو سفينة سيدنا نوح ...

انها سفينة عظيمة صنعها نبي الله نوح بأمر من الله تعالى وهو من الانبياء اولى العزم ، فقد كان تحذق مهنة النجارة وهو اول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء بعناية من الله سبحانه وتعالى وحفظة  ( وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وحطيناهم لناس آية واعتدنا للظالمين عذابا اليما)

الله سبحانه وتعالى اصدر امراً إلى سيدنا نوح ببناء السفينة فكان من حسن الظن بالله ( واصنع الفلك بأعيننا) وكيف ذلك ؟ وهل لله اعيننا  حتى صنع الفلك ؟

وإنما ا حسن الظن بسيدنا نوح عليه السلام او يجعل من سيدنا نوح عليه السلام يتوكل بان هو المخطط الكلي لبناء كيفية السفينة وادراجها وهو تلبية امر الله سبحانه وتعالى وتنفيذه وهل من الممكن  بناء سفينة بمنطقة يابسة ؟ولكن حسن الظن بالله يعلم بانة مدبر الامور وهو علام الغيوب ، لذلك بادر في صناعة السفينة وكثير من قومة يستهزئون بنوح بان هل يعقل بناء سفينة على سطح جدا واسع وهي مساحة من اليابسة وكانت السفينة بشكل جدا كبير ، أمن من قوم نوح ثمانون شخص وصعد اهلة إلا امرأته التي كانت كافرة ،و احدى ابنائه الذي كان يظهر  الايمان امام والده ويخفي الكفر ، وقد نادى نوح ابنة أن يركب معه فلم يجبه وقال انه  سيأوي إلى منطقة عالية لا يصلها الماء فحال بين نوح وابنة الماء وغرق بذلك ابنه كما ورد في القرآن الكريم ،والاشكال بانه تمت معارضته من اهل بيتة وكذلك اساءوا  الظن بالله سبحانه وتعالى وامراته وزوجته هم الجبهة المعارضة لفكر سيدنا نوح عليه السلام وأفكاره البناءة وهي تطهر الارض من دنس الاوثان ، وفكرتهم بعدم التصديق بان الطوفان سيعم المكان والصحبة الصالحة لسيدنا  نوح عليه السلام هم الملائكة وبوحي من الله سبحانه وتعالى انه من رسل اولى العزم ومن الصالحين  فكان من كانوا يتجسسون على  بناء السفينة فيشاهدونه ويتعجبون من كيفية صناعته وكان يركز على البناء السليم وهنا الله سبحانه وتعالى يخاطب سيدنا نوح بأن آن الأوان ان يصعد السفينة  ، وهل كل من صعد السفينة من المؤمنين ؟ لا غير صحيح وإنما صعد المؤمنين وغير المؤمنين خوفاً من الطوفان والدليل ابن سيدنا نوح فهو من اولياء سوء الظن فأصبح لدية يقين بعدم تصديقهم بحصول الطوفان لذلك عندما بدأت الانهار تنهال وبدأت الابحار تنهل مياها  وراءوا العذاب فلازال سوء الظن ينهك قلوبهم فكان لسان حال القوم مع لسان ابنه فكان يقول  يا بني ( اوي إلى جبل يعصمني من الماء اذا اتى امر الله فلا عاصم اليوم ) ومن الغريب بالأمر فإن الله سبحانه وتعالى يغفر كل الذنوب إلا ذنبين ( الشرك ، سوء الظن بالله ) وهو اليأس من رحمة الله ، لأنه اليأس موجب النار ومن الطوفان قد اغرق ضخامة الجبال وعلى اخرى وهو حديث متناقل بان   مدة الطوفان 40 يوماً وعلى رواية  40 سنة  ولا يوجد ارض يابس لم يغرقها الطوفان ، واتوا إلى سيدنا نوح بان يحميهم من الطوفان فسمح لهم وقد امتلئ المكان بالقاذورات  ومنها من حرمها الله سبحانه وتعالى يقول ( احل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث ) فكان منها قد خلق الله الخنزير حتى يأكل القاذورات، ومنها خرجت الفأران فخلق الله القطط حتى تنظف السفينة ، وفي هذه الصورة قد وصف الله سبحانه وتعالى العالم في ايقونة وهي السفينة فكانت كالإدارة من قبل الله عزو جل ويثبت لنا بقوله الكريم ( بسم الله مجريها ومسريها ) .

وهل سيدنا نوح عليه السلام احسن الظن بالله عز وجل أم هؤلاء القوم اساءوا الامر إلى الله؟ وهم فكرتين متضادتين قوماً اساءوا الظن بالله ، ولكن سيدنا نوح عليه السلام احسن الظن بالله ( عبدي اطعني تكن مثلي ، اقل لشيء كن فيكن )* وكانت صحبة سيدنا نوح هي صحبة الله سبحانه وتعالى ، وعند حسن الظن بالله فلم ينسى عبده

الخلاصة :

وهو الخوف من رؤية الله سبحانه وتعالى أي افعالنا هي مبارزتنا ونهاية (( الهي ما عبدك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك وإنما وجدك اهلاً للعبودية ) )

الرأي :

الظن بالله غير الحق منافيا للتوحيد ، وقد يكون منافيا للكمال التوحيد ، فمنه ما يكون صاحبه خارج عن ملة الاسلام اصلا كالذي يظن بالله غير الحق في بعض المسائل كقصة سيدنا نوح ونبذ اهل بيته ، فإن الظن يؤدي إلى الوهن