الاكثار من المباحات



كتبت أماني الفضلي عن محاضرة الدكتور علي أحمد باقر

الاكثار من المباحات والتهاون بالصغائر

 

قال تعالى في محكم كتابة الكريم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا) صدق الله العلي العظيم سور الكهف اية رقم (102)

وقال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ( التقوى ها هنا واشار إلى قلبة )

وأيضاً لقول الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ( إنما بعثت لتمم مكارم الأخلاق )

لا زلنا في سلسلة مكارم الأخلاق ومنها ما يسمو الخلق الانساني وقال الأمام علي (ع) ( الناس صنفان اما اخاً لك في الدين أو نظيراً لك في الخلق )

قال تعالى في محكم كتابة الكريم (اكرمكم عند الله اتقاكم ) ونحن في زمن الفتنة ولا زلنا نذكر تلك الآيات والاحاديث تبين مدى الكرامة والآية لم تذكر( اكرمكم عند الله اتقاكم ) إن كان مسلماً أو نصرانياً وإنما هي مبادرة ومبارزة في سمو الأخلاق وهذا المطلوب من الانسان ، وأكبر حد من حدود الاختلاف أن لا تتعدى على الآخرين باي شيء وقد تنتهي حريتك عندها وعندما تتعدى على الأخرين ،وطالما هذا الشخص الذي امامك لم يرتكب كبيرتاً ولا صغيرتاً وليس من الداعي ان تتدخل بحياته أو اقصى طرفه ومع مراعاة تلك الشروط ، فلا تتخاذل أو اداهن في دين الله وعند رؤية مؤفف قبيح أو فعل شائن فعليك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا من باب استكمال سلسلة الأخلاق .

 

مسائل فقهية :-

 

-          متى المصلي يستكمل ما فاته من الركعات في اثناء صلاة الأمام ؟

·         الصحيح هو عندما يأتي امام الجماعة بلفظه الأخيرة ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) وعند (الهاء ) تستأنس الركعات الناقصة من صلاتك وهو عند تكبيرات الثلاثة وهي التكبيرات الأقل لتعقيبات الصلاة وتتبعاً بحديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ( لا صلاة بتعقيبات )  واقل التعقيبات التكبير ثلاثاً فعندما يبدأ الامام بقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وانهى صلاته بالسلام فتبدأ أو تستأنف ما فاتك من ركعات كما بدأنا بالآية ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا))

·         بمعنى الله ينبئنا بالخسرين اعمال ، وهؤلاء يا ترى ماهي صفاتهم ؟ ( الذين ضل سعيهم في حياة الدنيا )

صفاتهم ؟ وهي يوجد بها اشكاليات  بسيطة منها ، من يُسلم عقله إلى احمق أو يُسلم عقله إلى شيطان ، ويعتقد اخلاصه بالعمل ونجات من النار ويدخله الجنة وتناس من بنى على باطل فهو باطل ومنهم من  يصل إلى مرحلة التهاون بالصغائر والأكثار من المباحات ، ونحن فما سبق تحدثنا عن الطواغيت ومنها عدم الأمر بالمعروف ، وعدم الرضا بحكم الله سبحانه وتعالى ، والبدعة في الدين وفعل الكبائر ، والآن سوف نتحدث  عن التهاون في الصغائر أو نستكمل ما بدأنا عن الأكثار من المباحات ، كمثال التعمد في فعل المكروه كأعمال الحج لقولة الكريم ( الحج اشهر معلومات ) بمعنى لك الوقت المحدود في اعمال الحج لمده بسيطة بحدود عشرة ايام فلا يجوز الأكثار من فعل المكروه وعمل المباحات فيجب علينا عدم الاكثار من المكروهات  وفي هذا الشأن تسرد قصص كثيرة ، وقد ذكرت بالقرآن الكريم وهي من خلال التشريع الاسلامي ، وهناك قصص عن الانبياء والمرسلين وما فائدة ذكر شرائع اليهود أو شرائع النصارى في القرآن الكريم وهو من باب أن نتعظ من القصص التي مرت عليهم وليس من باب أن نتعبد من نسكهم أو نتعبد بشريعتهم وإنما نتعبد بالقرآن الكريم وما سننه الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ومن جملة تلك الاشياء  نرى منها التهاون بالصغائر والاصرار عليها وهي اعظم من الكبيرة أو من جملة الاستهانة بالصغائر ما اتى على ذلك الناسك

قوله تعالى: "كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر" هذا ضرب مثل للمنافقين واليهود في تخاذلهم وعدم الوفاء في نصرتهم.

وحذف حرف العطف، ولم يقل: وكمثل الشيطان؛ لأن حذف حرف العطف كثير كما تقول: أنت عاقل أنت كريم أنت عالم.


قال ابن عباس في قوله تعالى: "كمثل الشيطان" : كان راهب في الفترة يقال له: برصيصا؛ قد تعبد في صومعته سبعين سنة، لم يعص الله فيها طرفة عين، حتى أعيا إبليس، فجمع إبليس مردة الشياطين فقال: ألا أجد منكم من يكفيني أمر برصيصا؟ فقال الأبيض، أنا أكفيكه؛ فانطلق فتزيا بزي الرهبان، وحلق وسط رأسه حتى أتى صومعة برصيصا فناداه فلم يجبه؛

وكان لا ينفتل من صلاته إلا في كل عشرة أيام يوما، ولا يفطر إلا في كل عشره أيام؛ وكان يواصل العشرة الأيام والعشرين والأكثر؛ فلما رأى الأبيض أنه لا يجيبه أقبل على العبادة في أصل صومعته؛ فلما انفتل برصيصا من صلاته، رأى الأبيض قائما يصلي في هيئة حسنة من هيئة الرهبان؛ فندم حين لم يجبه، فقال: ما حاجتك؟ فقال: أن أكون معك، فأتأدب بأدبك، وأقتبس من عملك، ونجتمع على العبادة؛ فقال: إني في شغل عنك؛ ثم أقبل على صلاته؛ وأقبل الأبيض أيضا على الصلاة؛ فلما رأى
برصيصا شدة اجتهاده وعبادته قال له: ما حاجتك؟ فقال: أن تأذن لي فارتفع إليك. فأذن له فأقام الأبيض معه حولا لا يفطر إلا في كل أربعن يوما يوما واحدا، ولا ينفتل من صلاته إلا في كل أربعين يوما، وربما مد إلى الثمانين؛ فلما رأى برصيصا اجتهاده تقاصرت إليه نفسه.

ثم قال الأبيض: عندي دعوات يشفي الله بها السقيم والمبتلي والمجنون؛ فعلمه إياها. ثم جاء إلى إبليس فقال: قد والله أهلكت الرجل. ثم تعرض لرجل فخنقه، ثم قال لأهله - وقد تصور في صورة الآدميين - : إن بصاحبكم جنونا أفأطبه؟ قالوا نعم. فقال: لا أقوى على جنيته، ولكن اذهبوا به إلى برصيصا، فإن عنده اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى،واذا دعي به أجاب؛ فجاؤوه فدعا بتلك الدعوات، فذهب عنه الشيطان.

ثم جعل الأبيض يفعل بالناس ذلك ويرشدهم إلى برصيصا فيعافون. فانطلق إلى جارية من بنات الملوك بين ثلاثة إخوة، وكان أبوهم ملكا فمات واستخلف أخاه، وكان عمها ملكا في بني إسرائيل فعذبها وخنقها. ثم جاء إليهم في صورة رجل متطبب ليعالجها فقال: إن شيطانها مارد لا يطاق، ولكن اذهبوا بها إلى برصيصا فدعوها عنده، فإذا جاء شيطانها دعا لها فبرئت؛ فقالوا: لا يجيبنا إلى هذا؛ قال: فابنوا صومعة في جانب صومعته ثم ضعوها فيها، وقولوا: هي أمانة عندك فاحتسب فيها. فسألوه ذلك فأبى فبنوا صومعة ووضعوا فيها الجارية؛ فلما انفتل من صلاته عاين الجارية وما بها من الجمال فأسقط في يده، فجاءها الشيطان فخنقها فانفتل من صلاته ودعا لها فذهب عنها الشيطان، ثم أقبل على صلاته فجاءها الشيطان فخنقها. وكان يكشف عنها ويتعرض بها لبرصيصا،

ثم جاءه الشيطان فقال: ويحك! واقعها، فما تجد مثلها ثم تتوب بعد ذلك. فلم يزل به حتى واقعها فحملت وظهر حملها. فقال له الشيطان: ويحك! قد افتضحت. فهل لك أن تقتلها ثم تتوب فلا تفتضح، فإن جاؤوك وسألوك فقل جاءها شيطانها فذهب بها. فقتلها برصيصا ودفنها ليلا؛ فأخذ الشيطان طرف ثوبها حتى بقي خارجا من التراب؛

ورجع برصيصا إلى صلاته. ثم جاء الشيطان إلى إخوتها في المنام فقال: إن برصيصا فعل بأختكم كذا وكذا، وقتلها ودفنها في جبل كذا وكذا؛ فاستعظموا ذلك وقالوا لبرصيصا: ما فعلت أختنا؟ فقال: ذهب بها شيطانها؛ فصدقوه وانصرفوا.

ثم جاءهم الشيطان في المنام وقال: إنها مدفونة في موضع كذا وكذا، وإن طرف ردائها خارج من التراب؛ فانطلقوا فوجدوها، فهدموا صومعته وأنزلوه وخنقوه، وحملوه إلى الملك فأقر على نفسه فأمر بقتله.

فلما صلب قال الشيطان: أتعرفني؟ قال لا والله قال: أنا صاحبك الذي علمتك الدعوات، أما اتقيت الله أما استحيت وأنت أعبد بني إسرائيل ثم لم يكفك صنيعك حتى فضحت نفسك، وأقررت عليها وفضحت أشباهك من الناس فان مت على هذه الحالة لم يفلح أحد من نظرائك بعدك.
فقال: كيف أصنع؟
قال: تطيعني في خصلة واحدة وأنجيك منهم وآخذ بأعينهم.
قال: وما ذاك؟
قال تسجد لي سجدة واحدة؛
فقال: أنا أفعل؛ فسجد له من دون الله.
فقال: يا برصيصا، هذا أردت منك؛ كان عاقبة أمرك أن كفرت بربك،
إني بريء منك، إني أخاف الله رب العالمين.

 

الخلاصة :

الله سبحانه وتعالى قد انعم علينا بنعم كثيرة  ولعل اسرع واحده منها هو التوفيق من الله أن تحضر مجالس والشكر على النعمة بذكر الله سبحانه وتعالى وحفظ ما يذكر بالقلب ولابدا أن يخزن بالقلب كل ما يحب الرب اولاً وأن تكون موالياً ومتتالياً لذكر الرسول عليه افضل الصلاة والسلام والمداومة على ذكرة بالتسبيح  والحمد وذلك بطرد الشيطان لأنه لا يجتمع حب الله  مع حب الشيطان وحب الله يكون كمثال بطرد ما حرمه الله وذلك من خلال ذكر الله وذكر الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وقد هجر كل شيء ، ونحن  قد نعلم أن المهاجرين اعلى درجة من الانصار وهذه آيه قرآنية ، وهل أن لا يمنع أن لا نكون من المهاجرين وهذا قد يكون بهجر معصية الله وادخل إلى عز طاعة الله( ومن اراد عزاً بلاعشيرة ومالأ بلا فقر فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله  ) ( عبدي اطعني تكن مثلي اقول لشيء كن فيكن فتقول لشيء كن فيكن) ابسط شيء المداومة على ذكر الله ومحاسبة النفس ولاتنظر  الى ما حرمة ، لا نفكر افكار خبيثة وذلك في دعاء العهد ( اللهم اخرجني من قبري موتزراً كفني ملبي دعوة الداعي )