فن اتخاذ القرارات وادارة الازمات

فن اتخاذ القرارات وادارة الازمات  للدكتور علي احمد باقر

 

الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولود، ومآل كل مطرود، ساطح المهاد وموطد الأطواد، ومرسل الأمطار ومسهل الأوطار، عالم الأسرار ومدركها، ومدمر الأملاك ومهلكها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، عم سماحه وكمل ركامه، وهمل، وطاوع السؤال والأمل، وأوسع الرمل وأرمل، أحمده حمداً ممدوداً، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدله وسواه أرسل محمداً علماً للإسلام وإماماً للحكام مسدداً للرعاع ومعطل أحكام ودٍّ وسواع، أعلم وعلم، وحكم وأحكم، وأصل الأصول، ومهد وأكد الموعود، اللهم صلى على محمد وآل محمد أما بعد ،،،

 

من المتعارف عليه ان مشكل العباد وسائر الشباب هي في حرفية اتخاذ القرار المناسب

فالعجب أننا نقع في الغالب في اخطاء لو كنّا قد استعملنا عقولنا لما وقعنا بها وهذا مصداق قول الله تعالى في سوره الحج :

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

 

عليه فان الانسان لابد عليه ان يعمل العقل جيدا قبل اخاذ القرار حتى يستقر الامر بعد ذلك على النية ثم العزم على التنفيذ ولاتخاذ القرار فنيات منها على :

 

 

1-      صفاء الذهن .

2-      الادراك الكامل للمسألة التي تود اتخاذ قرار عليها .

3-      النظر الشمولية للمسألة من كافة الزوايا.

4-      طرح احتمالات للقرارات التي يمكن اللجوء إليها أو اتخاذها .

5-      بحث سلبيات كافه القرارات.

6-      الاختيار ليس بالضرورة بين الجيد والردئ.

7-      التكلفة لاتخاذ القرار يجب أن تكون مناسبه للقرار

8-      اخذ المشورة.

9-      البحث عن قضايا سابقه في التاريخ لنفس المسألة.

10-  اتخاذ القرار.

 

 

وسوف نخوض في هذا البحث غباب العلم حتى نصل الى نتيجة مهمة مفادها الأدوات اللازمة لاتخاذ القرارات السليمة

 

 

1.      صفاة الذهن :

وللحديث عن صفاء الذهن يتوجب علينا النظر في كافة حياة الانبياء والرسول فهم القدوة لنا واشير الى قوله تعالى :

 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) سورة الاحزاب

 

وبالنظر في بدايات حياة الرسول على وجه التحديد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم نجد ان الجميع كان يشتغل برعي الاغنام وهذه المهنة بالضرورة تدفع الى صفاء الذهن كون ان مدة الرؤية البصرية فسيح وهذا يساعد على تنقية العقل من تلك الصورة المترامية في الاماكن الضيقة او المدن

 

وللمساعدة على صفاء الذهن هناك بعضا من المواد الغذائية تساعد على صفاء الذهن ومنها احتساء الشاي او الكاكاو .. تلك المواد

وايضا ذكر الله يساعد كثيرا على صفاء الذهن وهذا مصداق لقول تعالى :

الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)سورة الرعد

وايضا الصلاة على محمد واله محمد والاكثار منها وايضا الاستغفار والتسبيحات خاص تسبيحات الزهراء وهي قول ( الله اكير 34 والحمد لله 33 وسبحان الله 33 )

 

افراغ الذهن من شوائب الحياة والمحاولة في التركيز في المشكلة موضوع القرار فقط لا غير وتجدر الاشارة الى قصة سيدنا يعقوب عليه السلام :

 

قصة سيدنا يعقوب عليه السلام :

 

لما قضي الامر بأبعاد سيدنا يوسف عن سيدنا يعقوب عليهما السلام حزن سيدنا يعقوب على يوسف عليهما السلام حزنا شديدا حتى الله وصف هذا الحزن بصيغة المبالغ ناهيك عن تغير لون قرنية سيدنا يعقوب من الاسود الى الابيض من كثرة البكاء وعلية لقب بالبكاء  وهو احد البكائين الخمسة واشير الى قوله تعالى :

 

وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) سورة يوسف

 

وما كان من امر سيدنا يعقوب عليه السلام الى انه اتجه لتصفية الذهن من خلال الفكر الكلي لله حتى انه اخرج حب الدنيا من قبله واخذ بحب الله عز وجل وهذا الحب الكبير ارجع الخير كله لسيدنا يعقوب ومنها على سبيل المثال لا الحصر البصر واعادة سيدنا يوسف الى احضان والده .

 

والسؤال كيف تخلص سيدنا يعقوب من مشكلة انشغال الذهن ؟

 

الجواب هو في حديث :

دع ما يريبك الى مالا يريبك

وهو باختصار ترك الدنيا والانشغال بالله من خلال اهم شيء وهو الصلاة لله عز وجل حيث يقول المولى في سورة البقرة :

 

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)

 

 

2.      الادراك الكامل للمسألة التي تود اتخاذ قرار عليها .

 

وفي هذا المقام يجب على الانسان بعد ان قام بتصفية ذهن ان يقوم على استيعاب المشكلة بكافة جوانبها وكيف حدثت ويتطلب عليها هنا بالضرورة التحليل :

 

والتحليل يشترط فيه ، اولا عدة مسائل منها :

                                                                                ‌ب-        انك تكون محايد

                                                                                 ‌ج-         مناهض لنفسك

                                                                                  ‌د-          مؤيد لنفسك

                                                                                  ‌ه-          جعل الامر يتقاطع مع بعضه

                                                                                 ‌و-         النتيجة او القرار.

 

وهنا اضرب مثال للشرح:

 

الادراك الايجابي :

 

استلام المقوس - عظيم مصر - رسالة من الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم مفادها:  اسلم تسلم

 

نجد اولا ان المقوقس واجه ازمة وهي اعلان حالة عداء فقام بالإدراك الايجابي ولاحظ معي :

 

                           ‌أ-          المحايدة في حل الازمة  : اخذ المقوقس بالتحليل الإيجابي وكان محايدا فنظر في شأن الدولة الاسلامية وكف بها بدأ تزدهر ويعلوا شأنها خاصة وانها تحت سلطان نبي الرحمة الذي ارسى العدل والاخاء حتى ان المقوس علم بنبوته بل ولربما اسلم لكن بحياده لم يشأن ان يعلن حالة العداء .

                         ‌ب-        المناهضة في حل الازمة اي ان اجعل من نفسي مكان المأزم :  جعل المقوقس من نفسه مكان المسلمين وانه ينظر الى مصر كون انها بلد مزدهر ويحوي العديد من الخيرات وان قادهم نبي من الله مسدد وان النبي لم يشأ ان تكون رسالة الى ملك مصر محل الحرب وانما كما كانت رسالة موسى عليه السلام لفرعون والتي كان مفادها اسم تسلم على الملك وعلى نعيم الدنيا والاخرة .

                         ‌ج-         التصعيد في شأن الازمة لثقتي بنفسي : اخذ المقوقس النظر في نفه كون انه ملك ولديه جيش جرار ودولة لها سيادة ولها مكان بين الجيوش تهاب وعليه يستطيع الهجوم على المسلمين والقضاء عليهم .

                          ‌د-          جعل الازمة وافكارها تتشابك : جعل المقوقس الامور تتداخل فيما بينها فعلم ان الحرب نتيجتها الاولى خسائر بين الجانبين وعليه يجب ان يكون خيار العداء في الاختيار الاخير لا الاختيار الاول او حتى الثالث .

                          ‌ه-          النتيجة او القرار :

اخذ المقوقس القرار المناسبة وهو اهداء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم السيد ماريا القبطية وابن عم لها ورد الرسالة بطريقة دبلوماسية راقية .

 

مثال آخر للإدراك الايجابي :

 

استلمت السيدة بلقيس رسالة من الملك – النبي – سليمان بن داوود عليهما وعلى نبيا وآله السلام مفادها : قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) سورة النمل

 

لاحظ مدى دقة الرسالة وقوتها .

 

                      ‌أ-          المحايدة في حل الازمة  : اخذت السيدة بلقيس بالحيادية وفكرت مليا في كون مدى جدية الرسالة فالمتعارف عليه ان الرسائل ترسل من خلال رسل او حمام زاجل لا من خلال هدهد !

ثم استشارة القوم لتأكيد الحيادية فقالوا لها:

قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) سورة النمل

فردت بحيادة كاملة :

قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) سورة النمل.

وذلك لعلمها بان الحرب اولى نتائجها الخسائر بين الطرفين وهل لا تعمل مدى قوة الطرف الاخر .

                    ‌ب-        المناهضة في حل الازمة اي ان اجعل من نفسي مكان المأزم :  وضعة السيدة بلقيس نفسها مكان الملك سليمان فوجدت ان رسالة من هذا النوع لا تدل الا من مدى القوى التي يتمتع بها النبي سليمان او ان الرسالة ربما تحتوى صيغة مبالغة وعليه يجب التحقق منها .

                     ‌ج-         التصعيد في شأن الازمة لثقتي بنفسي : استمعت السيدة بلقيس الى استشارة كبار قواد جيشها من ان جيشها يتمتع بقوة المواجهة ورد اي عدو ان فكرة محاولة الحرب .

                      ‌د-          جعل الازمة وافكارها تتشابك : من خلال جعل الافكار تتصارع وصلت السيدة بلقيس الى قرار مهم وهي استكشاف القوى التي يتمتع بها النبي سليمان

                      ‌ه-          النتيجة او القرار :

 

وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) سورة النمل

 

ومن خلال رد سيدنا سليمان عليها وهو:

 

فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِي بِمَالٍ فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) سورة النمل

 

بعد ان استيقت السيدة بلقيس من خلال عودة ما ارسلته من هدايا وعلمت من الغلمان والعبيد المرافقين للهدية بان الملك سليمان يتمتع بقوى لا تقهر وعليه اتخذ القرار السليم وهو الزيادة بنفسها لتسليم المملكة الى سيدنا سليمان دون خسائر .

 

الادراك السلبي :

 

استلم كسرى – عظيم الفرس – رسالة من الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم مفادها اسم تسلم .

                      ‌أ-          المحايدة في حل الازمة  :لم يأخذ كسرى هذا الجزء من حل الازمة وعليه سنرى النتيجة .

                    ‌ب-        المناهضة في حل الازمة اي ان اجعل من نفسي مكان المأزم :  لم يأخذ كسرى هذا الجزء من حل الازمة وعليه سنرى النتيجة .

                     ‌ج-         التصعيد في شأن الازمة لثقتي بنفسي : كانت ثقته بنفسة لا توصف

                      ‌د-          جعل الازمة وافكارها تتشابك :من خلال جعل الافكار تتشابك وتتصارع نجد انه ما من افكار تتشابك وتتصارع به ان الفكرة الوحيدة الموجودة في الثقة العارمة .

                      ‌ه-          النتيجة او القرار :

رد رسل الرسول مقتولين واعلن حالة الحرب التي ما عد عليها زمن ليس ببعيد وسقط عرش كسرى بالكامل والى الان لا مكان للإمبراطورية الفارسية سوى سطور وكتب التاريخ .

 

3.      النظر الشمولية للمسألة من كافة الزوايا.

 

النظرة الشمولية للموضوع تكمن في بسط الفكر حول النظرات الإيجابية والسلبية وكذا بطبيعة الحال نسبة الخسارة والربح المرتبطة بالحل او القرار

 

وعلى سبيل المثال لا الحصر

 

يقول المولى عز وجل في سورة الكهف بقضية من قضايا ذو القرنين:

 

حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94)

في القضية اعلاه نجد ان ذو القرنين في معرض مسيره الى الشرق وجد قوما مبتلون بالجهل حتى انهم لا يفقهون الكلام او حتى وسائل التعبير هذا من جانب الا ان بعض المفسرين يعزون السبب فون ان هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون شيئا من الكلام بسبب الظلم الواقع عليهم من قوم يأجوج ومأجوج .

في هذه القضية نجد ان القوم اوكلوا الحل والربط في يد ذو القرنين الذي اخذ التفكير بصورة شمولية عن مدى قوة يأجوج ومأجوج حيث انه في ميزان القوى علم بأن مدى قوة القوم يأجوج ومأجوج وصلت الى حد الفساد الكلي الذي معه لم تصل أي قوة مثل هذا الظلم .

ولما كان ذو القرنين حكيما وكان ذو نظرة شمولية اخذ على عاتقة القرار السليم وهو حصر قوة قوم يأجوج ومأجوج في حيز مكاني

 

في النظرة الشمولية وجد ذو القرنين ان يأجوج مأجوج قوة لا يستهان بها خاصة وانها لا تملك عقل مدبر فان ذلك يدفع بالضرورة الى الاتلاف بهمجية بالغة دون ادنى شعور او احترام لأي من قوانين الحرب .

 

وعليه افن الاجراء الامثل هو حصر القوة في حيز يمنعهم من ايذاء الاخرين

 

القرار

 

طوق جيش ذو القرينين المكان مانعا قوم يأجوج ومأجوج من الحراك والا الحرب وفي القوت نفسه بنى عليهم جدار مكون من سبيكة ذات العجب حتى يومنها هذا فهذه السبيك مقاومة للزلازل وعوامل الترعية على الاطلاق .

 

السبيكة

 

لقرار السبيكة هذه نظرة شمولية فهي السلاح الرادع على مر السنين دون وجود تأثير عليها من عوامل التعرية

 

فلاحظ معي النظرة الشمولية :

 

اخذ الحديد الزهر وجعله ينصر لدرجة غليانه فكان كالسائل بكامل جوانبه اضاف عليه ثاني اكسيد الكربون من خلال النفخ والمعروف عن ثاني اكسيد الكربون واتحاده بالحديد يعطي صلادة للحديدة ومن خلال استمرارية رفع الحرار واضافة ثاني اكسيد الكربون الذي يجعل من ثاني اكسيد الكربون يتحول الى كربون واكسجين والاكسجين يساعد على الاحتراق ومنه علمنا من خلال الآية حتى اذا جعله نار .

وبعد ان  تتحول السبيكة الى نار يتم افراغ عليه النحاس وما ادراك ما خواص النحاس .

 

وهذا ما جاء في سورة الكهف حيث قال المولى عز وجل:

آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98)

 

النظرة الشمولية في امرين اثنين هما :

1.      عدم خوض الحرب التي فيها الفساد لكل شيء خاصة مع عدم عقلانية العدو فمثله كمثل الحيوان الذي يتم التعامل معه على حصره او حبسه لا حربه .

2.      صناعة سبيكة تعيش مدى الزمان.

 

والشمولية هنا في هذه السبيكة انها صالح لكافة الازمة حتى قيام الساعة لاحظ من نفس السورة :

قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98)

 

 

4.      طرح احتمالات للقرارات التي يمكن اللجوء إليها أو اتخاذها.

 

هنا لا بد من طرح كافة الاحتمالات ومنا الخطط البديلة في حال تغير الامر او جدت بالأمور امور وعليه يجب ايضا تصور ما ينطوي عليه الحال في اخذا الاجراء .

 

مثال للشرح:

 

في قضية الخندق الذي حفره المسلمين يوم الخندق نجد فيه تجسيد كامل للعملية من خلال ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد جلس مع المسلمين واستشارهم واخذ بوضع التصورات والتي افضت الى حفر الخندق  مع الاستعداد لمرحة ما بعد الخندق كيف :

 

تم حفر الخندق بعد اتباع السبل في البنود اعلاه وهنا يهمنا في الامر كافة التصورات والاحتمالات

 

الاحتمالات :

1.      وجود منجنيق

2.      اجتياز احد المشركين للخندق

3.      خيانة من هم داخل المدينة

4.      دخول المدينة من الاماكن الغير محفورة

 

  1. وجود منجنيق:

كان الحل هو وجود الشباك والحبال للعمل على تلقي الضربات بدلا من سقوط الحجارة. وهذا لم يحصل وعليه وجدت الشباك والحبال دون ان تستخدم

  1. اجتياز احد المشركين للخندق:

هذا الاحتمال كان هدفه تقليل مسالة المجتازين ونعم هذا ما كان من امر عمرو بن عبد ود اذ ان عمرو هذا هو فقط من اجتاز الخندق وليس كافة المشركين وعليه تصدى له وصي رسول رب العالمين ابي الحسن والحسين غالب كل غالب علي بن ابي طالب .

  1. خيانة من داخل المدينة:

نعم كان الاحتمال مطروح وكان امر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو الحذر واخذ كافة التدابير ومنها تم صد هجوم اليهود حتى وضعت الحرب اوزارها فلو كان الرسول لك يأخذ بالاحتمال هذا لكان الهجوم نافذ ذو فتك بيّن . ولكان قد قضى على الاسلام كله .

  1. دخول المدينة من امكان غير المحفورة :

وهذا الاحتمال كان ايضا تحت يد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث تم توزيع القوات الاسلامية في كافة الاماكن التي بها ضعف

 

 

 

5.      بحث سليبات كافة القرارات

في بحث سلبيات المشاكل نستقرأ ان لكل فعل من الافعال الانسانية سلبية من السلبيات ومنها ما يكون سلبياته اكثر من ايجابياته وعليه فهناك كفة ميزان توزع عليها الافعال لنحصل على نتيجة من خلالها يتم اصدار القرار السليم وذلك للنظر الشمولية في السلبيات .

وعلى سبيل المثال

في معرض تصفحنا للقرآن الكريم نجد ان سيدنا موسى عليه السلام عندما بعث الله عز وجل لفرعون وذلك لإخراج بني اسرائيل من مصر والذهاب بهم الى اورشليم ( القدس ) قد عرض سلبيات الامر على رب العباد حيث قال سيدنا موسى : يا رب لفرعون وقومه دم عليّ فاخف ان يثأروا لدمهم فقتلوني ؟!

 

نعم الرب عز علاه تدخل في الامر وابلغ موسى بان الله عز وجل مع موسى وعليك يا موسى ان لا تخف فاني معك ومن معي لا يخاف دركا ( شرطة ) ولا خوف عليه .

 

في غايتنا في نقطة عرض السليبات نجد ان سيدنا موسى عرضة سلبية من السلبيات الجسام التي تمنعه من دخول مصر وهي اقامة حكم الاعدام عليه وهذا في حد ذاته – اثارة السلبية – مفيد للوصول الى الحل ، نعم الحل هنا كان من عند الله عز وجل حيث هو من تكفل في حماية سيدنا موسى عليه السلام والحل ايضا شمل اعطاء سيدنا موسى عليه السلام وسائل مسانده مثل العصى وكذا اسناده بأخيه سيدنا هارون الافصح لسانا ولا ننسى القدرة التكوينية .

 

ونشير الى قول الله عز وجل في سورة القصص :

 

قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35)

 

6.      الاختيار ليس بالضرورة بين الجيد والرديء.

ليست الاختيارات بين الجيد والسيء بل ربما الاختيارات بين السيء والاسوء او الجيد والافضل وكلها تختلف باختلاف نوع المنفعة المترتبه على القرار المتخذ .

 

وعلي سبيل المثال اختيار ابراهيم عليه السلام بين ارسال وترك عائلتها وولده الذي انتظره طوال حياته وبين معصية الله عز وجل .

 

الاختيار الاول :

سيء وهو ترك زوجته وولده في مكان غير صالح للحياة ، لاحظ معي :

 

رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)سورة ابراهيم

 

الاختيار الثاني:

سيء وهو عدم اطاعه الله عز وجل

 

الاختيار :

 

سيدنا ابراهيم عليه السلام اختار ترك زوجته وولد وهو رضيع لعلمه بان المولى عز وجل لا ينسى

وعليه كان الجزاء ولاحظ معي الان كيف بيت الله الحرام عامر ولاحظ كيف كان وصف سيدنا ابراهيم للبيت الحرام في كل مرة يزور بها اهله :

في الاول قال واد غير ذي زرع

وفي الثانية رب اجعل هذا البلد آمنا

أي تحول الوادي المقفر الى بلد متكامل .

 

وعليه عند اتخاذ أي قرار فلابد علينا من وضع كافة الاختيارات و الاختيار بين ما هو افضل لمصلحة متخذ القرار بالدرجة الأولى

 

7.      التكلفة لاتخاذ القرار يجب أن تكون مناسبه للقرار

بالضرورة لا بد عند اتخاذ أيا من القرارات لابد ان تكون التكلفة لتنفيذ هذا القرار مناسبة له فانه من الغباء اتخاذ قرار تكلفته عالية بالنظر الى نتائجه وهنا مثال بيّن لعملية اتخاذ قرار تكلفته لا تتناسب مع .

 

نموذج لقرار تكلفته غير مناسبه له :

قارون يعد من ذوي رحم سيدنا موسى عليه السلام الا انه انشق عنه بعد فرض الزكاة على المال مع مراعاة ان قارون هذا ما كان ليصل الى ما وصل اليه من غنى الا بدعاء الموسى عليه السلام الذي دعي له به .واشير الى وصف مدى الغنى الذي وصل اليه قارون حيث يقول المولى عز وجل في سورة القصص :

إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)

ومع كل ما يمتلك قارون الا انه عندما اراد الهروب من الزكاة اتخذ قرار تكلفته عاليا جدا وهي عداء سيدنا موسى عليه السلام المؤيد من قبل الله عز وجل

هنا استعان قارون بكل ما ليه من قوة سواء قوة المال او قوة الشياطين والتي افضت الى قرار غاية بالخطورة وهو اللجوء الى احدى الغانيات والطلب منها في خطبة السبت ان تقف وتتهم سيدنا موسى بانه اخطأ معها في خطيئة الزنا والعياذ بالله .

 

نعم وفي ذلك اليوم وبينما سيدنا موسى يخطب في الجمع واذا بالغانية تقف وتود ان تقول ما تم الاتفاق عليه مع قارون الا ان لسانها لم يطاوعها واخرج المكيد حيث قالت : اتفق معي قارون على كذا وكذا .

هنا رفع سيدنا موسى يده الى السماء وقال يا رب انتم من قارون .

 

وما هي الا لحظات وبينما كان خارج في غاية الابه وظهار مدى غناه واذا بالارض تبتلعه هو وما كان يمتلك من مال .

 

نعم كان القرار خاطئ .

 

نموذج للقرار تكلفته مناسبة له:

 

قرار سيدنا يوسف عليه السلام في الادارة الاقتصادية للاستعداد لأعوام القحط التي ستصيب مصر

لعلم سيدنا يوسف كان القرار السليم هو الابقاء على القمح داخل سنابله دون تقشيره وهذا القرار بالضرورة يلزم بناء ابراج للحفظ وكان تكلفة القرار مناسبه له حيث ان الطرف الاخر من رهبان معبد آمون قد اتخذوا  القرار الخاطئ وهو تقشير القمح وتخزينه مباشرة دون الابقاء على سنبلاته .

بالطبع كان قرار سيدنا يوم نتائج منتظرة مضي سنوات الخير السبع وعند البدأ بالسنين  العجاف ظهرة مدى حكمة سيدنا يوسف اذ ان ما كان يقوم به من ابقاء القمح في سنبله ساعد بالضرورة ان يبقى القمح دون فساد واما ما قام به رهبان معبد آمون من نزع القمح عن سنابله ساعد على افساد محصولاتهم

 

وهنا نستدل على ان قرار سيدنا يوسف عليه السلام في اقامة الابراج والحفاظ على السنابل ساعد على قضاء فترة العسرة واما القرار الخاطئ لرهبان المعبد ساعد لافتضاح امرهم وخسارة القوم .

 

 

8.      اخذ المشورة.

 

لابد ان نتذكر بانه ما خاب من استشار حيث ان راس الحكمة في اتخاذ المشورة لكن من اهلها لا ان نكون امع او ان نستشير من هو فاقدي المشورة او محتاجيها وعلى سبيل المثال :

 

تسليم القوم عقولهم الى من يديرها دون النظر في اهليه المدراء او صلاحياتهم وهذا ساعد بالضرورة المباشرة فساد الحكم والدولة وهنا اشير الى تلك الدول التي سقطت بسبب سوء ادارتها وايضا بسبب تخلي مواطنها عن تصحيح المسار واشير هنا الى نهاية الدولة العباسية

نموذج اخذ المشورة من غير اهلها :

حيث ان هناك اجتماع مهم يضم عدد من سفراء دول ذلك الزمان ومن بينهم سفير المغول الا ان هولاكو بعد هذا الصنيع اراد غز بغداد وبالفعل وبينما كانت الدولة العباسية غارقة بالفتن ارسال هولاك جيش لغزو بغداد وعندها علم الخليفة العباسي (أبو عبدالمجيد "المستعصم بالله" عبد الله بن منصور ) بالأول فعقد مؤتمر لطلب المشورة !

الا ان المشورة كانت على غير محلها او على غير ذوي الاختصاص او الممتلئين غيض وكراهية فكل ادلى بدله حتى استقر الحال الى اعداد جيش لرد هولاكو عن قرار الغزو هذا .

لكن العجيب بالأمر ان القرار لم يمر ولم يطبق لخوف الخليفة العباس على المال الذي سيصرف لإعداد مثل هذا الجيش وبالفعل وتحت ضغط من وزيرة ابن العلقمي الذي افتى اليه بضرورة الحفاظ على المال وان موضوع هولاكو ممكن ان يحل من خلال ارسال رسالة الى هولاكو .

وبالفعل ارسل ابن العلقمي رسالة الى هولاكو يدعوه فيها الى احتلال بغداد  !!!

 

تلك هي المشورة الخاطئ التي تؤدي الى الهلاك خاصة وان كان المشير ذو اطماع او ذو اجندات ليست في مصلحة الوطن .

 

وعند تفتيت الجيش دخل هولاكو الى بغداد دون مقاومة تذكر وكان ذاك هو نهاية الدولة العباسية لماذا ؟ لأخذ المشورة من غير ذوي الثقة.

 

نموذج لأخذ المشورة من اهلها :

 

عبدالرحمن الداخل او كما يسمى بصقر قريش وهو عبدالرحمن بن معاوية الاموي والذي لم يستطع على مواجهة جنود الدولة العباسية فما كان منه الا ان اخذ ما يستطيع من اموال الدولة الاموية واخذ ما يستطيع من الجند واتخذ الغرب طريقا حتى وصل الى المغرب ومنها دخل الى الاندلس وكان كلما وصل مصر من الامصار اخذ من شباب ذلك المصر حتى يكونوا ضمن جنده فكان يأخذ الشباب اما بالترغيب او بالتهديد او بالحيلة

 

والمهم في ذلك الامر هو لجوء عبدالرحمن الى المشورة الحكيمة وهي ان الدولة العباسية قامت ولا مجال لمقاومتها وايضا الغرب في ضعف شديد فعقد مؤتمرا للتشاور واخذ وضع كافة الاحتمالات ومنها الاستسلام الا انه لديه علم اليقين بان قرار الاستسلام يعني الاعدام خاص وان الخليفة العباسي ( ابو جعفر المنصور ) والمشهور بالسفاح لن يمهله وعليه استشار حكمائه المخلصين له واعد الخطة وعلم بنتائج المعركة فايقن ان لا مجال الا الفرار باتجاه الغرب فكان له ملك استمر اربعة قرون في دولة الاندلس ( اسبانيا ) .

 

 

9.      البحث عن قضايا سابقه في التاريخ لنفس المسألة.

وهي ربما اهم نقطة من نقاط اتخاذ القرار وادارة الازمات وهي البحث عن قضايا مشابه في التاريخ حيث يقول المولى عز وجل في سورة يوسف :

لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)

وايضا في سورة آل عمران :

وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)

 

وعليه لاتخاذ أي قرار يجب مراجعة الماضي من قصص الاولي ومعرفة كيف استطاعوا حل تلك الازمة ومنا نستفيد لاتخاذ قرار مناسب

 

وعلى سبيل المثال بعجال فإننا نشاهد ان الحمار اذا شاهد اخيه الحمار سقط في حفره فان لحمار عند مروره بنفس المكان يأخذ الحذر من الحفر التي سقط فيها اخيه .

 

ومثال الشرح هو ما جرى من امر سقوط الدولة الرومانية حيث ان صراح الاخوان مما ادى الى اتخاذ قرار غير عقلاني من الاب ثيودوسيوس الأول :

الذي قسم الإمبراطورية الرومانية لولديه آركاديوس إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية مع عاصمة بلاده في القسطنطينية وهونوريوس في الإمبراطورية الغربية مع عاصمة بلاده في ميلانو.

 

وما ان تقسمت الامبراطورية حتى وهنت وكانت الفتنة والحروب الاهلية مما دفع الى زوال الملك .

 

ومن خلال المقدمة من القصة الرومانية نفهم انه يجب على الملك ان يكون عقيم فكيف فهم الحكام اللاحقون لتلك القصة :

 

نجد ان الخليفة العباسي هارون لم يشأ ان يضع الملك حتى في القصة الشهير التي مفادها قدوم الامام موسى الكاظم عليه السلام الى هارون العباسي الذي كرّمه واثنى عليه وتبعه في حشيمة ووقار حتى خرج وما كان من التشريف دفع بولد الى السؤال من هذا الذي فعلت له ذاك فقال : هو من احق بالملك مني !

فرد الولد وقال : ان كان احق بالملك منك فلما لا تعطيه الملك فقال هارون : والله لو نازعتني على الملك لخلعت الذي فيع عيناك وانت ولدي .. يا وليدي الملك عقيم . وانظر الى ما جرى من امر دول الماضين تعلم ما اقول .

وعليه فعلا ذاك ما جرى من امر اولاد هارون فبعد وفاة هارون قتل ولده اخيه ليستقر الملك له .

 

وايضا نجد ان اليه قرار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مشرة سلمان في الخندق يوم الخندق عندما علم بان بلاد فارس عند حصارها يلجؤون الى الخندق لصد عدوان الاعداء .

 

وهناك العديد من القصص في نفس هذا البحث فراجع.

 

10. اتخاذ القرار.

 

اتخذا القرار لابد من استباقه بكل من تلك النقاط مجتمعة وعليه يكون القرار السليم وهنا سوف نقوم على تجربة مادية نستفيد فيها في اتخاذ قرار حازم وعلى سبيل المثال:

 

الدخول في مشروع تجاري :

1.      صفاة الذهن :

وهنا يترتب على الانسان ان يكون صافي الذهن ولا يأخذ قرار مستعجلا فيه سواء تحت تأثير الغضب او تأثير السرور .

2.      الادراك الكامل للمشروع المراد الدخول فيه :

وعلى سبيل المثال المشروع من تلك المشاريع التي لدي خبرة بها وهنا فتح شركة لإنتاج وتصنيع الخلايا الشمسية. فالدولة التي نيش بها تزخر بالشمس الساطع طوال السنة ولإنتاج الخلايا الشمسية نلجأ الى دراسة بسيطة وليست مكلفة .

3.      النظرة الشمولية للمشروع من كافة جوانبه :

بما ان المادة المراد الاستغلالها في هذا المشروع وهيا لشمس متوافرة بصورة وافر وبما ان الادوات الاولية لصناعة الخلايا الشمسية متوافر وبما ان الكهرباء في بلدنا يتم انتاجها بالوقود الاحفوري وعليه فان اثره الاقتصاد والبيئي مكلفة كان النظر لاتخاذ قرار انشاء تصنيع للخلايا الشمسية .

4.      طرح احتمالات للمشروع :

                                              ‌أ-          الفشل

                                            ‌ب-        النجاح

الفشل :

1.      ربما المشروع يفشل لعدم وجود توعية لدى الجماهير المفترض استغلالها للخلايا الشمسية

2.      ربما المشروع  يفشل لبهض تكاليف التصنيع

3.      ربما المشروع يفشل لحاجة الخلايا للصيانة الدوية .

4.      ربما المشروع يفشل لكثر الغيار في الجو

5.      ربما يفشل المشروع لعدم وجود مسوقين للمشروع

6.      ربما يفشلا لمشروع للحرب التي ستقام علي من المنافسين

النجاح :

1.      نجاح المشروع لإدراك المستخدمين مدى التوفير في فاتورة الكهرباء

2.      نجاح المشروع لعدم وجود منفسين محليين

3.      نجاح المشروع لوجود دعم خارجي

4.      نجاح المشروع لتوفير تسويق جيد

5.      نجاح المشروع للتقليل من صيانة الخلايا الشمسية .

6.      نجاح المشروع لتقليل سعر المنتج مع توزيعه على سعر الصيانة

5.      البحث عن سلبيات المشروع :

                                              ‌أ-          من جملة السلبيات وجود مكان لبدأ المشروع ومكان لتسويق المشروع

                                            ‌ب-        ايجارات باهضه لإيجاد مكان مناسب ليكون ورشة عمل وايضا لتصنيع الخلايا

                                             ‌ج-         ايجاد الايدي العاملة والمدربة على تركيب وتصنيع وصيانة الخلايا الشمسية .

                                              ‌د-          ارتفاع اسعار الدعاية والاعلان عن المشروع

6.      الاختيار بين استيراد الخلايا الشمسية وتصنيعها تصنيع جزئي وبين تصنيعها تصنيع كلي

                                              ‌أ-          للاستيراد مخاطر جمّة منها الارتباط الكلي للمصدر والاعتماد عليه اعتماد كلي

                                            ‌ب-        للتصنيع الجزئي مخاطر في كون ان التصنيع سيكون على تصنيع المواد الاولية من قبل مصنع + مصدر + شحن + ..الخ ومن ثم التجميع بالبلد ومخاطرة الاعتماد على المصدر

                                             ‌ج-         استيراد المعدات من الخارج وتصنيع الخلايا في المصنع هنا وعيوبه هو لاعتماد على المصدر في قطع غيار الات التصنيع وكذا في معيارية الخلايا الشمسية

                                              ‌د-          التصنيع الكلي سواء لمعدات التصنيع للخلايا او الخلايا نفسها وعيوبه ارتفاع سعر تصنيع الاله وسعر التشغيل الاولي .

7.      التكلفة على اتخاذ

8.       اقرار الاستيراد او التصنيع سواء الكلي او الجزئي يعتمد على مدى جدوى اقامة المشروع على المدى القريب والبعيد .

9.      اخذ المشورة في اقامة المشروع

وقد تم سؤال اولي الرأي والمتمثل على سبيل المثال معهد الابحاث والنادي العلمي الذي افاد بضرورة التصنيع الكلي الكامل للأدوات والخلايا .

10.  البحث في التاريخ :

 نجد به ان الدول المتقدمة كان في بادئ الامر تبدأ حيث انتهى الاخرين وعليه في المشروع هذا سيتم اللجوء الى الابحاث ذات الصلة للبدأ من حيث انتهى الاخرون ومنه لإقامة المشروع ومعرفة متى سيتم سداد تكلفة المشروع .

11.  اتخاذ القرار:

وهنا وبعد غربلة الخطوات اعلاه كان القرار هو اقامة المشروع كلي دون استيراد بل فقط استيراد تلك الكتب والافكار في مجالات تصنيع الخلايا ليكون البدا من حيث انتهى الاخرون فمع معرفة سليبات المشروع وطرق التغلب عليها من خلال الرد على كل سلبية على حدى :

1.      ربما المشروع يفشل لعدم وجود توعية لدى الجماهير المفترض استغلالها للخلايا الشمسية

في اللجوء الى الدعاية المرئية والمسموعة يؤدي الى تعرفة الجماهير بالفائدة من المشروع

2.      ربما المشروع  يفشل لبهض تكاليف التصنيع

من خلال بث روح المواطنة لدى المواطنين وتكريس ما يسمى المشروع الوطني يؤدي الى تلافي تسعير التصنيع العالية ان وجدت

3.      ربما المشروع يفشل لحاجة الخلايا للصيانة الدوية .

من خلال تدريب الايادي على عاملة على التركيب والصيانة والمحافظة على جهازية الادي العاملة سيساعد على تقليل الصيانة الدورية وايضا جودة التصنيع تقلل بالضرورة الصيانة .

4.      ربما المشروع يفشل لكثر الغيار في الجو

من خلال التصنيع الجيد للخلايا الشمسية وتلافي اضرار الغبار عليها من خلال اضافة مادة على اسطع الخلايا تساعد على مقاومة عامل الخدش من خلال الاتربة وايضا على ازالة الاتربة من خلال خاصية النعومة والجاذبية الارضية التي تساعد على اسقاط حبات الغبار من الخلايا الشمسية.

5.      ربما يفشل المشروع لعدم وجود مسوقين للمشروع

اللجوء الى مسوقين ذوي خبرات في مجال التسويق يسهم في تلافي فشل المشروع .

6.      ربما يفشلا لمشروع للحرب التي ستقام علي من المنافسين

هذا المشروع يجب ان تكون جدوى دراسة للتغطية المحلية في ا لمرحلة الاولى لتلافي تلك الحرب المتوقعة من قبل المنافسين خاصة المنافسين المستوردين المحافظين على مصادرهم .

وتكون المرحمة الاولى من خلال وزارات الدولة وتركيب تلك الخلايا للحد من ظاهرة الاسراف الكهربائي .

 

ومنه فان اي قرار او ازمة تحل بمثل ما تقدم من نقاط يسهم بالدرجة الاولى للنجاح وادارك المرجو من الحل للزمة او اتخذا القرار السليم

 

وفي الختام

ما سبق من خطوات من الممكن تنفيذه على اي من القرار او الازمات التي يمكن ان تصادف الانسان بما فيها الشخصية او تلك العامة .