زكاة الفطرة




زكاة الفطر

كتبت أماني الفضل عن محاضرة الشيخ الدكتور علي أحمد باقر

قال تعالى في محكم كتابة الكريم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) صدق الله العلي العظيم

قال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ( إني تاركاً فيكم إن تمسكتوا به لن تضلوا من بعدي ابداً ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي )

محاور البحث توضح أو تتحدث عن زكاة الفطر ، وتعين هلال العيد ، كيف تصرف زكاة الفطرة؟؟ وكيف نكون من الذين عتقهم الله في شهر رمضان المبارك وادخلنا باب الريان للجنة ؟

آثر موضوع البحث يتطرق بعدة ابوب ومنها ، صلاة أخر جمعة من شهر رمضان المبارك ، وايضا تعيين قبلة البيت المقدس الاولى قبلة في الاسلام ، ونذكر في مسجد القبلتين كقول المولى عز وجل (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)

بعد ان بعث رسول‏ عليه افضل الصلاة والسلام  بالرسالة، بقي مدة ثلاث عشرة سنة في‏ مكة و سنة و بضعة اشهر في‏ المدينة يولي وجهه الى بيت  ‏المقدس في ‏صلاته . ثم جاء امر الله تعالى: «فول وجهك شطر المسجد الحرام‏»  اي اترك التوجه الى بيت‏ المقدس واستقبل الكعبة التي اصبحت قبلة المسلمين . ان المسافة بين‏ المدينة و مكة و قد وقف رسول ‏عليه افضل الصلاة والسلام  متوجها الى الكعبة، ان تعيين هذا الاتجاه نحو القبلة في‏ مواجهة ميزاب الكعبة، من دون الاستعانة بأدوات تعيين النجوم، او القواعد الرياضية والهيئة، او من دون وجود الزيج و غير ذلك من آلات قياس الطول و العرض الجغرافيين، قد تم بكل دقة و استواء . يضاف الى ذلك ان رسول عليه افضل الصلاة والسلام  كان يصلي ‏الظهر بالناس متجها الى بيت ‏المقدس عندما جاءه امر الله بالتوجه الى الكعبة . الا ان احدا لم ينقل الينا ان الرسول (ص) قد استعان في‏ تعيين جهة القبلة بالقواعد الرياضية و آلات التنجيم، مع ان الناس كانوا يراقبون حركاته و سكناته بكل انتباه.

الله سبحانه وتعالى وضح بان للقدس مكانة جداً عظيمة في الديانات السماوية الثلاث ( اليهودية ، النصرانية ،الاسلامية ) ومنها اليهودية عندما بنى نبينا سليمان صرح على مسجد الاقصى وايضا عرج في تلك الصخرة الموجودة في المسجد الاقصى ، اما في الديانة النصرانية ، فكان في هذا المعبد امر جدا عظيم بإنس السيدة مريم عندما جاء لها المخاض وجاء له امر من المولى عزو جل بان تخرج من هذا المكان لأنه مكان مبارك ، فالله سبحانه وتعالى جعل هذا المكان طاهر ، وايضا قد صلى الرسول عليه افضل الصلاة والسلام في ليلة الاسراء والمعراج في تلك المسجد وهو مسجد الاقصى ، وتبيان مدى اهميته الجليلة ، وما انتهكوا اليهود ونجد الكثير من يمشي على شاكلتهم بمستوطنتهم ، وهو اولى القبلتين وثاني الحرمين...

 صلاة اخر جمعه من شهر رمضان مبارك

هي برفع الاثم وليس رفع الدين من تأخير الصلاة واما كيفيتها ؟ هي اربع ركعات  وتسليم واحد بالركعة الاولى تقرأ 15 مرة سورة الاخلاص و15 مرة سورة القدر وبعدها التشهد الاوسط وبعدها يكمل الصلاة والتشهد الاخير وهي برفع الآثام المترتبة  من تأخير الصلاة وهي تكون بالتوجه إلى الله سبحانه وتعالى

قال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (أول شهر رمضان رحمه وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار)  ، وعتق من النار كل عمل بني آدم له إلا الصيام وأنا اجزي به ، ونتطرق بهذه الحديث ما قيمة الصيام إلى الله سبحانه وتعالى ؟

ايهما افضل الصلاة أما الصيام ؟

مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع أبي حنيفة في حكم القياس

 قال الامام الصادق (ع) من خلال مناظرته مع ابو حنيفة  حول ايهما افضل الصلاة اما الصيام قال إني رأيت مسألة مستحدثة وليس له ذكر في القرآن الكريم او لها سند في الحديث النبوي بحكم بالقياس واول من قاس إنه ابليس ، وبه قال انا الله خلقني من النار ، وخلقكم من طين ، فكان القياس خاطئ ، فأجابه ابو حنيفة إن الصلاة عمود الدين فإن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها فأجابه الامام الصادق (ع) أن يشرح مسألة القياس الخاطئ ، فأجابه ابو حنيفة إن الصلاة عمود الدين فرد عليه الامام فمال بال الحائض تقضي ما فاتها من الصيام ولا تقضي ما فاتها من صلاة فبهت ، إن للصيام توجه واجر خاص وايضا من ( صام رمضان وتتبعه 6 من شوال فكأنه صام الدهر كله) مصداق هذا الحديث غير ثابت في مدرسة أهل البيت إنما صيامه من باب الرجاء المطلوبية  فقط .

فنحن نقف بين انفسنا في هذه اللحظات والايام من شهر رمضان المبارك ، فهل اصبحنا معتقين من النار وفي هذا الشهر اخرة عتق من النار .

 الفطرة

لقوله الكريم (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)  وزكاة نوعين زكاة المال ، وزكاة الفطرة

وعلى من تستوجب ؟ وكيف تدفع ؟ وكيف تحتسب ؟

زكاة الأموال تقع:-  
الزكاة من الواجبات التي اهتم الشارع المقدس بها ، وقد قرنها الله تبارك وتعالى بالصلاة في غير واحد من الآيات الكريمة ، وهي احدى الخمس التي بني عليها الإسلام ، وقد ورد أن الصلاة لا تقبل من مانعها ، وإنَّ من منع قيراطاً من الزكاة فليمت ان شاء يهودياً أو نصرانياً ، وهي على قسمين: زكاة الاموال ، وزكاة الأبدان ( زكاة الفطرة ) وسيأتي بيان ع في امور اربعه الامر الأول :

 

توجب الزكاة في اربعة اشياء:
(1)
في الأنعام: الغنم بقسميها المعز والضأن ، والابل ، والبقر ومنه الجاموس.
(2)
في النقدين: الذهب والفضة.
(3)
في الغلاّت: الحنطة والشعير ، والتمر والزبيب.
(4)
في مال التجارة على ـ الأحوط وجوباً  

الامر الثاني :

. صرف الزكاة في ثمانية موارد ، او تدفع الزكاة :

(للفقراء والمساكين، العاملون عليها ،المؤلفة قلوبهم ، العبيد ، الغارمون ، سبيل الله ، ابن السبيل)

توجب الفطرة على كل مكلف بشروط:
 البلوغ.
 العقل
-
 الغنى  ويعتبر تحقق هذه الشرائط آناً ما قبل الغروب إلى أول جزء من ليلة عيد الفطر على المشهور ، ولكن لا يترك الاحتياط في ما إذا تحققت الشرائط مقارناً للغروب بل بعده أيضاً ما دام وقتها باقياً ، ويجب في ادائها قصد القربة على النحو المعتبر في زكاة المال.

يوجب على المكلف اخراج الفطرة عن نفسه وكذا عمن يعوله في ليلة العيد سواء في ذلك من تجب نفقته عليه وغيره وسواء فيه المسافر والحاضر ، والصغير والكبير.

يجب اداء زكاة الفطرة عن الضيف إذا لم يعد عرفاً ممن يعوله مضيفه ـ ولو موقتاً ـ سواء أنزل بعد دخول ليلة العيد أم نزل قبل دخولها ، وأما إذا عدّ كذلك فيجب الأداء عنه بلا اشكال فيما إذا نزل قبل دخول ليلة العيد وبقي عنده ، وكذلك فيما إذا نزل بعده على الأحوط لزوماً.

الزكاة تدفع الضرر لمدة سنة كاملة ، ولماذا فرض الله سبحانه وتعالى الزكاة ؟ وفرض الصدقات ؟ وفرض الاخماس ؟ لكي لا تكون دولة للفقراء بين الاغنياء ، وبها لا يكون فيها محتاج.

قصة قاررون وما يملك من مال .

يروي لنا القرآن قصة قارون، وهو من قوم موسى،  لكن القرآن  يحدد زمن القصة ولا مكانها. من بعد موسى؟ وبعيدا عن الروايات المختلفة، نورد القصة كما ذكرها القرآن الكريم.

يحدثنا الله عن كنوز قارون فيخبر سبحانه وتعالى أن مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز، كان يصعب حملها علي مجموعة من الرجال الأشداء. ولو عرفنا عن مفاتيح الكنوز هذه الحال، فكيف كانت الكنوز ذاتها؟! لكن قارون بغى على قومه بعد أن آتاه الله الثراء. ولا يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعه مجهولا يشمل شتى الصور. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم. وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال. حق الفقراء في أموال الأغنياء. وربما بغى عليهم بغير هذه الأسباب.

ويبدو أن العقلاء من قومه نصحوه بالقصد والاعتدال، وهو المنهج السليم. فحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلي نسيان من هو المنعم بهذا المال، ونصحوه بأن يعمل لآخرته بهذا المال ولا يقتصر علي نيل الشهوات في الدنيا بل ينفق لآخرته ولا ينسى التمتع في الدنيا بغير إضرار للدين والآخرة. ويذكرونه بأن هذا المال هبة من الله وإحسان، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال، حتي يرد الإحسان بالإحسان. وحذروه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه. فالله لا يحب المفسدين.

فكان رد قارون جملة واحدة تحمل شتى معاني الفساد (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه.

وخرج قارون ذات يوم علي قومه، بكامل زينته، فطارت قلوب بعض القوم، وتمنوا أن لديهم مثل ما أوتي قارون، وأحسوا أنه في نعمة كبيرة. فرد عليهم من سمعهم من أهل العلم والإيمان: ويلكم أيها المخدوعون، احذروا الفتنة، واتقوا الله، واعلموا أن ثواب الله خير من هذه الزينة، وما عند الله خير مما عند قارون.

وعندما تبلغ فتنة الزينة ذروتها، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى، تتدخل القدرة الإلهية لتضع حدا للفتنة، وترحم الناس الضعاف من إغراءها، وتحطم الغرور والكبرياء، فيجيء العقاب حاسما (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) هكذا في لمحة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره. وذهب ضعيفا عاجزا، لا ينصره أحد، ولا ينتصر بجاه أو مال.

وبدأ الناس يتحدثون إلي بعضهم البعض في دهشة وعجب واعتبار. فقال الذين كانوا يتمنون أن عندهم مال قارون وسلطانه وزينته وحظه في الدنيا: حقا إن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويوسع عليهم، أو يقبض ذلك، أن منّ علينا فحفظنا من الخسف والعذاب الأليم.

الخلاصة :

أن نرتجي رحمة الله علينا ، ونكتملها بطاعته، : المجازاة على الإحسان ، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان ، وأجل من يستحق الشكر والثناء على العباد هو الله جل جلاله ؛ لما له من عظيم النعَم والمنن على عباده في الدِّين والدنيا ، وقد أمرنا الله تعالى بشكره على تلك النعم ، وعدم جحودها ، فقال : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)